تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مرحى لجحيم الفرح

ملحق ثقافي
19/1/2010
المؤلف: محمود علي السعيد: مطرٌ أسودُ الضحكاتْ

يجتاحُ جغرافيةَ الروحْ‏

تستيقظً في فسحةِ الغسقِ الموشوريّ‏

شبابةُ ذكرى‏

تصدحُ أنفاس حباتِ الجمرِ‏

وقد تساقطتْ على اديم الورقِ الطيني‏

وصيةً جثةِ صديقكَ آدم :‏

أخلدْ لراحتكَ الآنيةْ‏

باللجوءِ المظلومِ إلى مظلةِ ركنٍ‏

تنعشكَ بقايا كرسي تلكأت‏

عن بسطِ كفيها‏

لجسدٍ متهالكْ‏

وغصنِ صفصافٍ رجمتهُ الفاقةُ‏

بنحولةٍ آبقةْ‏

يطلُّّ من شقِ حائطٍ عجوزْ‏

وفرجةِ فضاءٍ ألتصقتْ بقعرِ مرآتهِ‏

قطعةُ من قماشٍ هشْ‏

طرّزتها أصابعُ بنلوب الفلسطينية‏

« إقرأ بإسم ربك الذي خلق»‏

أحوالَ الخلقِ من الشبعِ إلى الجوعْ‏

ومن السفحِ إلى القمةْ‏

ومن ال.............. إلى ال............‏

وزّعْ سجاياكَ على كل محتاجٍ‏

تلويحة قبلة لخد طفلٍ يستجدي‏

شارةَ المرور الحمراءَ‏

سرعة الانطفاءْ‏

كي يلحقَ بسنبلةٍ تدلقُ حباتها‏

مرحى‏

لشيخوخةٍ غشها لألاءُ الدنيا‏

اقتعدتْ حجرة بيتٍ مشرّع الأعضاءِ‏

لجهاتِ المطلقِ‏

تتبلغُ بكسرة ضوءٍ شمسيةْ‏

لمسة لتويجاتِ طاقة حبقٍ‏

أسلمتْ مآلها‏

بعد فرسخينِ من الممانعةْ‏

لأقدام عسكرِ الجشع الجليدي‏

قطرة ماءٍ لهيكل عصفورٍ‏

شحَّ الزيتُ من مقلة مصباحهِ‏

فارتمى طريحَ فرشةِ الاسفلتْ‏

يئنّ على بحبوحةٍ من هوى‏

نسمةٍ شرقية‏

تعجُُّ بقهقهةِ الموتْ‏

حبة أكسجين‏

لحشرجةِ قطةٍ عمياءَ‏

تتهجى أبجدية الخطوِ‏

على موسيقا رشقاتِ حجارةِ السابلةِ الشريرةِ‏

من شياطينِ المدنْ‏

احفظ عن ظهر قلبٍ‏

لكل رقم نهايةْ‏

وأرقص على شواطئ المعمورةِ‏

رقصة زوربا اليوناني‏

لا تقنط من رحمةِ شمسٍ تُدفئْ‏

وقميصٍ يَسترْ‏

ومسطرةٍ تقيسُ مسافةَ القبرْ‏

فأسطورةُ الحياةِ‏

خيطُ وهمٍ يمتدُ من بدءِ الكينونةِ‏

إلى خاتمةِ مطافِ الحضورْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية