تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مآسي ما بعـــــــد غـــــزو العــــراق

الغارديان
ترجمة
الأربعاء 20-1-2010
ترجمة: خديجة القصاب

تطلق مجموعة من الضباط البريطانيين المنتشرين في العراق انذارت حول بؤس المصير الذي ينتظر قواتهم في افغانستان والاقرب الى نهاية وجودهم في العراق،

فاستجواب الشهود الذين استمعت اليهم هيئة المحلفين البريطانيين برئاسة القاضي الانكليزي شيلكوت يفتقر لتسمية الجهة المسؤولة عن مقتل المدنيين الابرياء في البلدين وهاهو ابرز ضباط القوات البريطانية المرابطة في البلدين يحذر بعيد تقاعده مؤخرا من أن العبر والدروس السابقة التي استنتجتها تلك القيادة إثر انتشارها العسكري في العراق لم تطبق في افغانستان لابل استلمت مجموعة من الهواة المراكز الحساسة هناك لتغدو المحصلة حصاد مزيد من الارواح البشرية، وجه تلك التهم الملازم أول مريدريك فيغرز المتقاعد وصاحب رتبة عليا في القوات العسكرية التي احتلت ارض العراق عام ٢003 وهو واحد من اصل خمسة ضباط ودبلوماسيين وجهت اليهم تهمة افشال مخططات مرحلة ما بعد غزو العراق اثر خضوعهم لاستجواب محكمة القاضي تشيلكوت.‏

وصرح فيغرز قائلا: إن عملية الاجتياح كان ينقصها الإدارة والتوجيه منذ البداية فهناك حاجة ماسة لتدريب قواتنا على طرق وكيفية إعادة بناء بلد محتل (أي العراق) ثم اضاف: لقد اكتسبنا خبرة واسعة في هذا البلد ولكننا لم نسخرها لخدمة العراق بل على النقيض من ذلك وظفت قواتنا هذا النقص في الخبرات المذكورة في مواقع خطرة ادت الى قتل العديد من المدنيين الافغان جراء قراراتها الخاطئة، إنها مسؤولية كبيرة ولكننا لم نكن بمستوى هذه المسؤولية ويبدو لي ان المسؤولين الحكوميين الرسميين الذين كانوا في مراكز القيادة آنذاك لم تكن لديهم فكرة واضحة عن إدارة العمليات العسكرية والمدنية في افغانستان فانعدام احساس المسؤولين البريطانيين في البلدين ومنذ بداية الغزو بأهمية دور التوجيه والإدارة عمل على تراجع مسيرتهم إلى الخلف عوضا عن تقدمها الى الأمام فحتى المسؤولون البارزون في الحكومة البريطانية بمن في ذلك الوزراء المعنيون كانوا بحاجة إلى مزيد من الخبرة والتدريب لمعرفة كيفية التعامل مع التعقيدات على أرض الواقع التي ساهمت في تصعيد مناخات هذا النوع من الاحتلال، وقد وصف فيغرز العراق في مرحلة ما بعد الغزو بصورة ذهاب المرء إلى المسرح لمتابعة أحد الاعمال المعروضة وادراكه من ثم انه شاهد مأساة بعد إسدال الستار، ويتابع الضابط المتقاعد لقد عانينا من نقص وعينا وانعدام ادراكنا الحقيقي لما ستؤول إليه اوضاع هذا البلد، أي العراق بعد الغزو، اذ لم يتم انجاز ما يكفي من البحث قبيل اجتياحنا العسكري لذلك فاقت الازمة الانسانية التي ضربت العراق التوقعات كافة.‏

إنها عملية مذهلة نفذت لتثير دهشة كل فرد لكن سرعان مالقي الترحيب الذي لقيته القوات الغازية مواجهة ومعارضة لها لمجرد كونها قوات محتلة فالدولة أي الولايات المتحدة، التي وطأ روادها القمر ما برحت تقول لسكان العراق اننا لانستطيع توفير الكهرباء لكم بشكل مقبول، ويتابع الجنرال كريمي لامبي تصريحات زميله قائلا: إن التعاون والعمل مع قيادة ذات سلطة اقليمية تابعة في بغداد للائتلاف بقيادة الولايات المتحدة يشبه تماما الرقص مع دمية مهشمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية