|
|
لبنان اذاً، لا مجال البتة لذلك التسويق الغبي، والفظ، إن للفوضى الخلاقة أو للالتباس الخلاق- الخيارات فوضوية وملتبسة- أكثر من ذلك يقول كروغمان:«استراتيجيتناالآن ليست الرقص مع رعاة البقر وإنما مع .. جنون البقر»! هذا لايعني أن ننتظر بأعصاب باردة السقوط الهوليوودي للامبراطورية إذا تسنى لكم إن تشاهدوا فيلم «سقوط الامبراطورية الرومانية» ثمة مؤشرات كثيرة على أن المجمع الصناعي - العسكري الذي أثار هلع بطل النورماندي دوايت ايزنهاور في خطبة الوداع مغادراً البيت الأبيض ، يزداد ، وهو يترنح ، شراسة وهولاً. استطراداً ، التطورات تثبت يوماً بعد يوم أن الرئيس باراك أوباما لم يطلق منظومة استراتيجية تستند إلى ديناميات فعالة وباستطاعتها تحقيق اختراق دراماتيكي في مفاهيم المؤسسة (المجمع)، وإنما مجرد رؤية تلامس الرؤيا إذا مادققنا في خطاباته المحورية. هذا يظهر يوماً بعد يوم . وأصحاب النظريات الفولاذية بدؤوا يعودون إلى الشاشات وإلى أعمدة الصحف.. الأرقام التي في وول ستريت حول العقود المقبلة لا تقل اعتلالاً عن الوقائع علىالأرض في أفغانستان ، وفي باكستان ، بل وفي أكثر من مكان في هذا العالم جرى تسخينه ، وبتلك الأصابع البلهاء ، ولأسباب تكتيكية أو استراتيجية . يكتب كارل روف مهدداً بأن «الكوكب الأميركي» سيبقى في مكانه.. كيف؟ لا داعي للأخذ بمنطق أرسطو ولا بمنطق جيفرسون (حول جدلية الملائكة) حين يكتب أحد أركان المحافظين الجدد. لكن ، بالتأكيد ، يمكن الأخذ بمنطق الشيطان لأن هؤلاء الذين حولوا الكرة الأرضية إلى عربة للموتى (مايكل مور تحدث عن .. جيولوجيا الحطام) ، يحضون الآن على«عودة الإعصار» .. لا لمبدأ مونرو في الانغلاق، ولا لمبدأ أوباما في الانفتاح.. إياهم الذين لايدرون إن الإعصار إن عاد فعلى عكاز خشبي.. حتى لو أخذ هذا العكاز شكل حاملات الطائرات وهي تضيّق على المضائق . ثمة عالم ضاق ذرعاً بهم. لاتسترخوا ولا تقلقوا إنه جنون البقر وجنون رعاة البقر! |
|
