تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التاء المربوطة

رؤيـــــــة
الأربعاء 20-1-2010م
سوزان ابراهيم

تدور على نفسها لتصل البداية بالنهاية, فتتلاقى دائرة الكون والحياة, هي التاء التي تنغلق حين تصبح تابعاً لاسم مفرد ( شجرة, غابة....) فهل تبثنا رسالة تقول: من يتبع الأسماء ينغلق على نفسه,

فتنغلق آفاقه, ويدور في حلقة مفرغة!‏

وحين تتبع الفعل تنفتح وتبسط نفسها كأرض أو سماء ( كتبت.. شربت ..) فهل تلمح إلى قوة الفعل وأن علينا الاضطلاع به بدل التحول إلى توابع لأسماء؟!‏

أما إذا جمعت الأسماء المفردة, فسوف تنفرج الكوة المستديرة وينكسر قيدها ( جميلة – جميلات .. غابة – غابات ...) ربما يعني ذلك قوة جمع المؤنث السالم وقدرته على الخروج من عقدة الربط والتبعية والانغلاق! هل يمكن أن نقول إن الأسماء ربط وتكوير وتبعية, والأفعال انفتاح وحرية وآفاق!‏

أليست الأسماء ثباتاً وسكوناً, والأفعال دينامية وتوليد حراك وتغيير! أليست الأسماء شعارات وخطابات وقواعد, والأفعال جريان وتفاعل وتشاركية!‏

حين تعامل العرب مع الأفعال, أسسوا امبراطورية لا تغيب شمسها, ولا تجرؤ غيمة في سمائها على تهريب خيرها خارج أرضها, ولكن حين تبعوا الأسماء ومجّدوها وقدسوا بعضها...‏

أترك لكم الإجابة أنتم حتى نتشارك تبعية النتائج.‏

في عالم تنعكس بوصلة الأمام فيه إلى الخلف, فيرتد على عقبيه ناسفاً مسيرة أجيال وعلماء وفكر وفلسفة, ألا ينبغي علينا نحن أبناء اللغة البحر, أن نعيد دراسة القواعد ونتبنى سياسة تاء التأنيث مع الأفعال لا مع الأسماء, أو جمع الأسماء إن كان لابد منها؟ ألا يمكن أن نعي أهمية التأنيث وقدرته على السكينة والتأليف بين الجميع؟‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية