|
فنون والغنائية التي تستحق المواكبة والقراءة النقدية الفاعلة التي تهدف الى إعادة قراءة هذه الأعمال من مفهوم ثقافي شامل يؤدي الى ترسيخ قيم ذوقية وجمالية غير معهودة في الحياة المعاصرة التي تحتاج قبل كل شيء الى توافر مكانات ومنصات اعلامية راقية تسهم في تسليط الضوء على هذه الفعاليات المهمة التي نادرا ما يتم قراءتها قراءة معرفية تفضي الى إغناء الذائقة وتعيد طقوس الاستماع والتلقي الى سابق عهدها . ولهذا لا نعجب كثيراً حين نرى تمدد وانتشار التيارات الاستهلاكية في هذا المشهد الذي بات يكرس نمطية معينة من الأغاني التي لا تحمل أي مضامين تعبيرية إلا ما ندر حيث الطابع الغالب على هذه النوعية هو اللعب وبإتقان على وتر الغرائز الحسية خاصة مع صعود الصورة وابتعاد الكلمة بمعناها الانساني النبيل عن هذا المشهد الذي يعكس عمق الأزمة الروحية والوجدانية التي تطال الانسان المعاصر ، ورغم وجود الجامعات والمعاهد الموسيقية الأكاديمية في أغلب البلدان العربية الا أنها لا تزال خالية كما نظن من المكانات النقدية التي من شأنها أن ترفد هذا المشهد بنقاد على درجة عالية من المعرفة والموهبة في النقد الذي لا يمكن أن يكون فاعلا ومؤثرا إن لم يكن هذا الناقد مبدعا في اختصاصه الموسيقي وملماً بشكل عميق بتاريخ هذا الفن وتطوره الابداعي وفي كلتا الموسيقتين الفنية العالمة والشعبية بنقائها الفطري ،ولهذا لا يجدي الحديث هنا عن مسببات هذه الأزمة التي تعيشها موسيقانا إن لم يكن هناك من اهتمام أكثر بهذا الجانب النقدي الذي لا يقل أهمية عن ابداع وجهد الموسيقي العربي المعاصر الذي يحتاج بالتأكيد الى من يقرأ عمله قراءة جوانية معرفية تعيد طرح العديد من الأسئلة حول هذا العمل وتقدم خلاصة هذه القراءة الى المتلقي بعيدا عن الأهواء والعصبيات والاستحسان المجاني الذي يمتلئ به هذا المشهد الغنائي الكئيب . |
|