|
فنون إلا أن زحمة الإنتاج في السنوات والأخيرة ودخول كل من هب ودب إلى حقل الوسط الفني ليدلي بدلوه ابتداء بالإنتاج وليس انتهاء بالتمثيل والإخراج .. ذلك كله ادى إلى تسلل بعض العادات الطفيلية التي تحمل في مضمونها ما يسيء إلى أخلاقيات هذه المهنة، وانطلاقاً من هذا كله نخصص الكلام هنا على فعل السرقة .. نعم إنها السرقة التي لم تعد حكراً على المال والماديات وإنما تعدت ذلك إلى سرقة الأفكار والنصوص وأحياناً أخرى سرقة الأدوار ، وهي أمور بتنا نسمع عنها دون حياء أو خجل . ولكن الأدهى من هذا وذاك ما بات يُعرف بسرقة الكاميرا، وللأسف أن هناك فنانين وفنانات يتعاملون بها ، لا بل هناك من امتهنها وأصبح عارفاً بخفاياها ، وتقع هذه السرقة فيما بين الممثلين أثناء التصوير ، فإن جمع مشهد بين عدة فنانين قد يحاول أحدهم سرقة الكاميرا منهم وجلب الانتباه فيسرق عين المتلقي نحوه كأن يتحرك ولو بحركة بسيطة ليجعل من خلالها وجهه هو بالذات مواجهاً للكاميرا دون الآخرين فيفقد بذلك المشهد مصداقيته كونه لم يعد جماعياً بالمعنى الكامل للكلمة وإنما أصبح ممسوخاً بدافع الأنانية . وبات عدد من فنانينا يتفاخرون (وإن بالسر) بموهبة اتقانها واختراع أساليب مبتكرة لها من الصعب أن يدركها الفنانون الآخرون (المسروق منهم) فلا تثير الانتباه وقت التصوير وتمر على المخرج دون أن يلتفت إليها عن قصد أو عن دون قصد !!. والسؤال : هل استعاض البعض عن مهارتهم بالتمثيل نحو طرق أخرى كي يفرضوا أنفسهم ؟ ثم أين المخرج المتابع الذي يوقف هؤلاء عند حدودهم ؟. وهل بات من الواجب أن يوضع أشخاص متخصصون مهمتهم متابعة هذه السرقات ، على قلة مرتكبيها ، طالما أن الرقيب الذاتي يأخذ قيلولة لدى البعض أحياناً !! . |
|