|
فضاءات ثقافية يروي مُترجم هذا العمل الأدبي الرائع الدكتور علي القاسمي علاقته بأعمال همنغواي قائلاً في توطئة هذا العمل الترجمي الجميل والممتع: «كنت طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت عندما أهدى إليّ أحد الأصدقاء هو الكاتب الأميركي جون مكلنك فريزير، الذي كان يشاركني إعداد كتاب باللغة الإنكليزية عن القصة الحديثة في العراق، أهدى إليّ كتاباً من أعمال أرنست همنغواي عنوانه «الوليمة المتنقلة» كان قد صدر في الولايات المتحدة الأميركية عام 1963 بعد وفاة مؤلِّفه منتحراً عام 1961. وكنت قد قرأت عدداً من مؤلفات همنغواي الأخرى، منها مجموعة قصصه القصيرة، وروايته «لا تزال الشمس تشرق» وروايته «لمن تُقرع الأجراس؟» وقصته الطويلة «ثلوج كليمنجارو» وروايته «العجوز والبحر» التي نال على إثرها جائزة نوبل للآداب عام 1954. كما كنت قد قرأت كتاباً عن حياته بعنوان «بابا همنغواي» للصحفي الأميركي هتشنر الذي حرص على رفقته خلال السنوات العشر الأخيرة من حياته، كان يحتفظ خلالها بسجل مفصّل عن تنقلات همنغواي وعلاقاته وأنشطته المختلفة». في «الوليمة المتنقلة» يتحدّث همنغواي عن مدينة باريس التي عاش فيها في أوائل العشرينات من القرن العشرين، بين عامي 1921 - 1926، وهي سنوات تقع في تلك الفترة التي يسميها الفرنسيون ب «الحقبة الجميلة» وبسنوات الجنون. كما يتحدّث عن الأدباء والفنانين الذين كانوا يعيشون في باريس في تلك الأيام والذين ربطته معهم صلات مودة وصداقة، خاصة أولئك الذين قدموا من بريطانيا وأميركا واتخذوا باريس مربعاً لمزاولة أدبهم وفنّهم. وفي مقدمة أولئك الأدباء الشاعر الأميركي عزرا باوند والشاعر الأميركي البريطاني تي. أس. إليوت، والروائي البريطاني جيمس جويس، والكاتبة الأميركية غيرترود شتاين، والروائي الأميركي سكوت فتزجيرالد، وغيرهم. ويقول علي القاسمي إنه أقدم على ترجمة «الوليمة المتنقلة» ليوفر للمكتبة العربية معلومات دسمة عن أولئك المشاهير من الأدباء والفنّانين، لا يجدها الباحثون عادة في المراجع المختصة بالأعلام والسير والتراجم. في «الوليمة المتنقلة» يصف لنا إرنست همنغواي شوارع باريس ومقاهيها ومكتباتها ومواخيرها بوصف روائي بارع وبحس شاعري مفتن قلما نجده في نصوص أدبية خالدة كتب عن مدينة الأنوار بأقلام أهلها من صُناع الأدب الفرنسي الراقي، أو بأقلام الوافدين إليها من قارات وثقافات أخرى. |
|