تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثقافتنا في مواجهة العصر

حصاد الورق
الثلاثاء 10-12-2013
يمن سليمان عباس

يقدم زكي نجيب محمود جواباً عن السؤال، في كتابه »ثقافتنا في مواجهة العصر« بإعطائه مجموعة من الحلول الإجرائية، وهي عبارة عن مجموعة من الأفكار، يمكن اعتمادها كخريطة طريق لمعالجة هذا الإشكال، نجملها في النقاط الثلاث التالية، ونقدم اليوم أولها.

فكرة التقدم: يعتبر التقدم من أهم العناصر المكونة للثقافة المعاصرة، فهو سمة من السمات الجوهرية لهذا العصر، ولابد لإحداثه من إزالة كل مانتوهمه عن الماضي من عصمة وكمال وقداسة للمبادئ، وأن نستبدل بالمبادئ أهدافاً تعبّر عن رؤية جماعية مشتركة.. كما أن التغيرسمة عصرية في مقابل الثبات الذي ميز الثقافات القديمة بسكونية جعلت الثابت أساس الدوام، والفرق بين الثقافتين كان في فكرة كل منهما عن حقيقة الزمن، فالقدماء يجعلونه كالخط الهندسي، والجدد يرونه مخروطاً يتسع كلما استطال، وأنه مدفوع متحرك من ذاته، تفكك إذن، البناء الفكري القديم، مفسحاً المجال لبناء آخر جديد، فبعد أن كانت فكرة الجوهر بمعناها الفلسفي محوراً للتفكير، أصبحنا ندرك الأشياء على أنها مجموعة أحداث، وانتقلت أهمية الكيانات المعينة إلى العلاقات التي تربط مجموعة من الأجزاء، يضيف زكي نجيب محمود عنصراً جديداً إلى فكرة التقدم، ويتعلق الأمربالمقارنة بين فكرة الذرّة قديماً وحديثاً، فقديماً كانت جوهراً، وهي الآن تاريخ، وبين هاتين الفكرتين يكمن الفرق العميق بين فكر قديم وآخرجديد، حيث صارت حقيقة الشيء سلسلة من الأحداث المتصلة التي وقعت ومجموعة العلاقات الرابطة لتلك الأحداث يتفق علماء العصر على أن فهم الشيء ليس في جوهر مزعوم له وإنما في تسلسل الأحداث التي تصنع تاريخه، مضافاً إليها الطريقة الفريدة المميزة التي ارتبطت بهاتلك الأحداث من أطر وأنماط وبناء إنه منطق يلتمس حقائق الأشياء في طريقة بنائهالافي جوهر أنواعها، ويلتمس حقائقها في العلاقات الرابطة بين أجزائها أكثر مايلتمسه في الأجزاء أنفسها، والخطأ يقع في التفكير حين نخلط بينماهو فرد وما هو إنسان.‏

Yomn.abbas@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية