|
مجتمع بدماء الشهداء من أبناء المجتمع بمختلف أعمارهم وأطيافهم وانتماءاتهم الوطنية والقومية.. هذا اليوم له من الخصوصية الشيء الكثير ففي نيسان أثمر الربيع عطاء فكان الميلاد وكان والجلاء.. ليضاف له في الثالث عشر من عام 2016 انتصار آخر لاستحقاق وطني دستوري أودعه السوريون في صناديق الاقتراع عبر انتخاب ممثليهم إلى مجلس الشعب، إلى قبة البرلمان الشاهدة على تاريخ سورية النضالي يوم كان الصراع مع المستعمر المباشر وغير المباشر بكل ألوانه حول كيفية انتزاع القرار السياسي الوطني من أيدي السوريين وما يترتب عليه من تداعيات خطيرة ... أصوات السوريين تدرك حجم المخاطر التي تحدق بمدارك وعيهم وإرادتهم ،وبالتالي كان الرهان على الولاء والعزيمة والانتماء. من هنا كان إخلاص أهل الوفاء ممن عشق الوطن وضحوا من أجله بمالهم وأولادهم للقرار السياسي عبر المشاركة الفاعلة والمسؤولة في انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني من العام الحالي والشاهد على خمس سنوات من الحرب العدوانية الطاحنة على سورية.. والتي أرادت أن تمزق هوية وطن و تبدد حضارة وعراقة شعب من خلال برامج وخطط تآمرية تخفي في تفاصيلها أطنان من الحقد لوجه الإنسانية المشرق والمدنية الراقية التي انطلقت من خصوصية وطهارة هذه الأرض المليئة بأسرار البقاء والخلود والتحدي والصمود.. فهنيئا لوطن يشعل أبناؤه الأرض عزا ومجدا وصبرا وهم يطاردون فلول الإرهاب ويحاصرون العصابات المجرمة ويبددون أحلام الفكر التكفيري المتطرف المتعفن بكل تفاصيله وجزئياته.. هنيئا لشعب يسمو بحب الوطن فيكتب بحبر الدم والمداد رواية جديدة ..ألف بائها عشق سورية وقدسية ترابها ومائها وسمائها وصخرها ووديانها ..هنيئا لعيون لم تعرف النوم وهي تحصن الحمى وترصد الثغور وتبعث رسائل الاطمئنان إلى أحلام الطفولة وطموحات الشباب .. هنا على الوعد والعهد باقون متجذرون بوطن الأبجدية وسنابل القمح وذكريات السادة والقادة من رجالات الثورة السورية الكبرى وأبنائهم وحاضنتهم الشعبية الوطنية يوم تحقق الجلاء وأنجز الاستقلال وتعافى البلد من كل أمراض الغازي على مدى عقود من الزمن.. اليوم يودع السوريون أمانتهم أصوات غالية في عهدة من يفوز بمقعد نائب ليكون مؤتمنا على حق هؤلاء في مناقشات وحوارات القادم من الأيام.. |
|