|
دراسات لكن تنظيماته فشلت فشلاً ذريعاً في تنفيذ مآربها بسبب وعي السوريين وحبهم لوطنهم . وهذه الخصوصية السورية دفعت العديد من الصحف الغربية للحديث عنها بشكل مختلف وجذبت اهتمامها حين أدركت معايير القوة الصماء القائمة على تهييج الإرهاب وإنفاق المليارات واستقدام عناصر الشر من كل مكان في الدنيا. فقد أشارت تلك الصحف إلى أن انجاز الانتخابات في موعدها يعكس تمسك السوريين بدستور ووحدة تراب سورية ، و المشاركة في مقدماتها وتحضيراتها ولاحقاً فيها وإدلاء المواطنين بأصواتهم واختيار من يجدون به الكفاءة والقدرة على نقل معاناتهم وطموحاتهم إلى قبة المجلس وباتت عناوين الحملات الانتخابية للمرشحين تنشر عبر وسائل الإعلام الغربية كما ظهر ذلك في بي بي سي وفرانس 24 وغيرها عن رأيهم بها وتفاعلهم معها. ومن هذه الوسائل الاعلامية الغربية ما قالته غلوبال ريسيرتش من أن الانتخابات البرلمانية في سورية عام 2016 تؤشر على حماس السوريين للتصويت رغم الحرب مشيرة إلى موعد حيث سيتنافس على الفوز آلاف المرشحين لذلك تشهد دمشق وسائر المدن السورية لافتات المرشحين وصورهم وشعار حملاتهم الانتخابية على اللوحات الإعلانية كما تقول ريسيرتش. ونوهت ريسيرتش إلى أنه في الحين الذي يجري به التفاوض مع ممثلي المجموعات المسلحة في جنيف، فإن المسيرة الانتخابية البرلمانية ستتم وفقا للدستور السوري والقانون الانتخابي، مضيفة أنه وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر في شهر كانون أول 2015 فإن المستقبل السياسي للبلاد يجب ان يبقى في أيدي السوريين وليس أي جهة أخرى. وأن المطالب الخارجية من سورية أو تلبية مطلب واشنطن المتعلق بتشكيل بما يسمى المرحلة الانتقالية أمر ثبت عدم نجاعته، بعد أن حقق الجيش السوري انتصارات على الأرض. لقد أثبت السوريون أن مشاركتهم بهذه الانتخابات في هذه المرحلة الحساسة حق وواجب وطني وأنها تعكس المسار الديمقراطي السائد في سورية وتعزز من صمودها في مواجهة الإرهابيين وإفشال مخططاتهم والمساهمة في رسم المستقبل بالتوازي مع انتصارات بواسل الجيش العربي السوري ضد الإرهاب، وأن توجههم نحو صناديق الانتخاب لاختيار ممثليهم رسالة للخارج مفادها أننا رغم الحرب قادرون على بناء وطننا من جديد وفق رؤيتنا وتطلعاتنا. وقد نقل السوريون للعالم ومن خلال التحضيرات لهذه الانتخابات التأكيد بأن هذه المحطة الدستورية الهامة هذه ستكون فرصة لاختيار الأقدر من بين المرشحين على نقل همومهم ومواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهونها بعد الحرب الكونية التي تريد تدمير مؤسساتهم وتفتيت جغرافيتهم وتهجيرهم ، ولا سيما أن المحاولات المسمومة لهؤلاء الأعداء لا تزال مستمرة لتفكيك بنية وعيهم الوطني ، رغم أنها فشلت وأعطت نتائج ومفاعيل عكسية رفعت من منسوب هذا الوعي لديهم والتعلق أكثر بحب الوطن والصمود والتضحية بالنفس من أجل استقلاله. ولا ننسى أن السوريين وهم يتوجهون إلى مراكز الاقتراع اليوم فإنهم يوجهون رسالة لمشغلي التنظيمات الإرهابية مفادها أنكم لن تستطيعوا كسر إرادة هذا الشعب، هي صفعة بكل المقاييس لمشغلي التنظيمات الإرهابية ، فانعقاد هذا الاستحقاق الدستوري في موعده مهم جداً في هذه المرحلة العصيبة ولذلك فإن شعبنا عبر عن تمسكه باستحقاقاته الدستورية . لذلك كله فإن انجاز الانتخابات في موعدها اليوم له دلالات إيجابية أهمها أنها دليل على انتصار سورية في مواجهتها للإرهاب التكفيري، وتأكيد لرسوخ وثبات الموقف السوري وصمود شعبها في مواجهة العدوان، ورفضهم أي تدخل من أي جهة كانت في قراراتهم الوطنية التي تعبر عن آمالهم وطموحاتهم المشروعة في دحر الإرهاب وإعادة اعمار ما دمره الإرهابيون خلال السنوات الخمس الماضية بإشراف ورعاية الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة. |
|