|
البقعة الساخنة لتعزيز وقف الأعمال القتالية في سورية والتزامهما بتعزيز الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب والاتفاق على اتخاذ إجراءات إضافية بشأن قطع إمدادات وتوريد الأسلحة والمسلحين من الخارج،كانت أميركا تمارس عكس ذلك على أرض الواقع. ففي اليوم نفسه الذي ادعى فيه كيري أنه يشاطر الرأي القائل بضرورة قطع إمدادات وتوريد الأسلحة للإرهابيين جاءت تقارير جديدة تثبت أن الولايات المتحدة لا تزال عبر جهازها الاستخباراتي ( سي آي إيه ) تقدم آلاف الأطنان من الأسلحة الإضافية إلى التنظيمات الإرهابية. المفارقة الصارخة أن أكاذيب كيري وإدارته لم تتوقف عند حدود توريد الأسلحة من عدمها بل طالت كل أوراق الأزمة في سورية من محادثات جنيف إلى الحل السلمي والسياسي الذي تدعيه أميركا. ففيما يعرب الوزير الأميركي وأركان الإدارة الأميركية عن دعمهم للجهود التي يبذلها للموفد الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا من أجل تنظيم جولة جديدة من الحوار السوري السوري في جنيف وضرورة ضمان الطابع الشامل للحوار، نجدهم يضعون من خلف الكواليس كل العقبات التي تنسف الحوار والحل السلمي. كل ما يصرح به المسؤولون الأميركيون إذاً وكل ما تدعيه وسائل إعلامها وتصريحاتها وسياسييها وأهداف تحالفاتها العسكرية من أنها عازمة على محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره هي سياسة تضليلية بامتياز ، وما تسربه التقارير الاستخباراتية من أن أميركا أول من يمول و يسعى إلى تقديم الدعم للإرهابيين في مختلف مناطق العالم خير دليل على ذلك والمفارقة الأخرى أنه رغم أن كل التجارب التاريخية والحالية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن العواقب الوخيمة المصاحبة لتزويد الإرهابيين بالأسلحة لن تقتصر على منطقة بحد ذاتها، وأنها ستمتد في صورة هجمات مرتدة تستهدف حتى أميركا فإن هذه الأخيرة لا تزال تلعب لعبة دعم الإرهاب والادعاء بمحاربته. ahmadh@ ureach.com |
|