|
دمشق وأكد المهندس حسان قطنا في محاضرته أثر الأزمة على القطاع الزراعي امس في جمعية العلوم الاقتصادية تحت عنوان التخطيط الاستراتيجي للقطاع الزراعي.
وأشار قطنا الى التحديات التي تواجه القطاع منها الموارد المائية وإدارتها والموارد الأرضية وإدارتها والعمالة الزراعية و الموارد المالية وتنوعها ومواكبة التطور التقني الزراعي و أثر التغيرات المناخية على الانتاج والكفاءة الانتاجية والاقتصادية وتحقيق التطور المتوازن للقطاعات والسياسات الاقتصادية والزراعية و تحقيق التنمية المتوازنة و كفاءة التنظيم الاداري والهيكلي ومرونة قوانين وتشريعات القطاع الزراعي في ظل الأزمة. وكشف قطنا عن تراجع الاستثمارات الحكومية من 21 مليار ليرة عام 2010 الى 3,6 مليارات ليرة لعام 2014 وهجرة مهندسين ومزارعين مهرة وعمالة، مشيرا الى ابرز نتائج الأزمة على القطاع الزراعي والتي تتمثل بتراجع الانتاج الزراعي بنسبة 35% وتراجع الانتاج الحيواني بنسبة 40% وحوالي 86 ملياراً أضرار وزارة الزراعة ومبلغ 238 ملياراً فوات استثمار في مؤسسات الوزارة و260 ملياراً أضرار القطاع الزراعي عدا فوات مواسم، ويبقى الأثر الأكبر بحسب قطنا أننا فقدنا الانجازات المحققة في القطاع الزراعي خلال الخطط الخمسية المتعاقبة بعد أن تحقق الأمن الغذائي وتوفير مخزون استراتيجي من القمح نتيجة تنفيذ مشاريع استصلاح الأراضي المروية ومشاريع استصلاح الأراضي الجبلية والهضابية والتوسع بالتشجير المثمر والحراجي والرعوي وتوطين البحوث العلمية لتطوير الانتاج والإنتاجية وتحقيق التنمية الريفية وتوفير فرص العمل بالريف. بدوره دعا رئيس اتحاد غرف التجارة غسان القلاع الى ضرورة العناية بتهيئة وتمكين القطاع الصناعي من استيعاب المنتجات الزراعية، حيث لايمكن تحقيق قيم مضافة ولا تشغيل أيد ٍعاملة في حال لم يتم تأمين المصانع الغذائية للمنتجات الزراعية ولفت من جانب اخر الى هاجس الناس المتمثل باستصلاح الاراضي، حيث تحتاج الاراضي الزراعية الى مدة عشر سنوات لتنظيفها من بقايا البارود والقنابل وغيرها من اثار الحرب . من جهته تساءل رئيس اتحاد غرف الزراعة محمد كشتو عن كيفية تحديد اولويات الاقتصاد السوري ومن أي قطاع نبدأ، منتقدا بعض الرؤى التي باتت تصنف وترى في القطاع الزراعي مجرد قطاع ثانوي قياسا ببعض القطاعات الاخرى الصناعية والتجارية والخدمية، واصفا هذا التصنيف بالمشكلة الكبيرة التي لايمكن القبول بها، ودعا الى ضرروة اصدار تشريع للاقتصاد السوري يتضمن تعريف الاقتصاد السوري ووضع اولوياته ويحدد العلاقة بينه وبين القطاعات الاقتصادية الاخرى لتوجيه البوصلة الاقتصادية والحلول في الاتجاه الصحيح. ودعا كشتو ضمن هذا الاطار الى اعادة النظر بقانون العلاقات الزراعية لكون هذا القانون ساهم في تفتيت الملكيات الزراعية وتسبب في تراجع الانتاج الزراعي، لافتا الى أن معظم اهالي الريف في سورية باتوا يرغبون في بقاء اراضيهم بوراً أو زراعتها بالشعير او القمح على أن استثمارها تحت شعار الارض لمن يعمل بها، حيث تضيع عليه ارضه في نهاية المطاف، و يحتاج هذا القانون الى تطوير حيث كان له دور ووظائف محددة حين صدوره و لم يعد يتيح امكانية اقامة استثمارات زراعية عبر تجمعات زراعية او شركات زراعية لان ضياع الاراضي كان هو السائد نتيجة لذلك، وانتقد كذلك شعار زيادة الانتاح في وحدة المساحة داعيا ايضا الى تطويره لكونه شعاراً تقليدياً حيث يتم انتاج كميات كبيرة دون القدرة على تسويقها وبالتالي خسارة هذا الانتاج. قائلا بإنتاج كميات اقل وبجودة اعلى مع القدرة على تسويقها هي الاسلوب الافضل مستهجنا عبارات تسويق او تصدير فائض الانتاج لأن لا أحد يشتري فضلة الاخرين لأنها لا تلبي اذواق ومستويات الاسواق الخارجية، داعيا الى اعتماد مبدأ انتاج المسوق قبل تسويق المنتج . ولفت امين سر جمعية العلوم الاقتصادية فؤاد اللحام الى تشابك القطاع الزراعي مع القطاع الصناعي حيث اثرت مشاكل القطاع الزراعي على التصنيع الزراعي بشكل كبير وخاصة منها الصناعات النسيجية والغذائية التي طالها اكبر الضرر نتيجة الازمة حيث كانت تتمتع بسلسلة من الانتاج المتكاملة من القطن الى الملابس قائلا إن 8 الاف طن من القطن المحلوج حاليا لاتكفي شركة من شركات الغزل لعدة ايام، الامر الذي اثر كذلك على شركات الاقمشة . وقدم اللحام بعض الرؤيا المستقبلية واصفا اياه بأنه قطاع تنافسي يعتمد على الميزة النسبية للإنتاج الزراعي وله القدرة على تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، محددا بعض الأهداف قصيرة المدى في تأمين حاجة الاستهلاك المحلي من الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتأمين حاجة الصناعة من المواد الأولية للمنتجات الزراعية ما أمكن وتعزيز الاستقرار الغذائي الأسري وتحسين الوصول إلى الغذاء وتوفير فائض من المنتجات الزراعية الممكنة للتصدير وإجراء المسوح الإحصائية والدراسات الميدانية لقياس أثر الأزمة على القطاع واقتراح أساليب معالجتها. ودعا اللحام الى التركيز على الادارة الرشيدة للموارد والتنمية المستدامة وتطبيق الأساليب المتطورة بالزراعة وتشجيع الاستثمار الجماعي للحيازة وتعزيز نشر المحاصيل عالية القيمة وتوطين زراعة المحاصيل التنافسية وتوطين المحاصيل ذات الميزة النسبية والتوجه نحو تكامل الانتاج النباتي والحيواني وتطوير الريف ليكون جاذباً للاستثمارات وأهمية تعدد النشاطات الاقتصادية في المناطق الهامشية والمهمشة وتطوير دور المرأة الريفية في التنمية واحياء المهن الريفية التقليدية وتطوير التسويق الزراعي وتوسيع قاعدة الدعم الزراعي التنموي وتطوير أنظمة التمويل الزراعي وتشجيع الابتكار والإبداع وتطوير البحوث العلمية الزراعية وتطوير التعليم المهني والتقني وتطوير منظومة الارشاد الزراعي وتطوير انظمة الاحصاء والمسوح وتوسيع دائرة الثقة والتعاون بين الجهات ذات الصلة بالقطاع وتعزيز ثقة الأطراف المسؤولة عن التخطيط والأطراف المنفذة. |
|