تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يد للمصافحة وأخرى للطعن

إضاءات
الأربعاء 13-4-2016
أحمد عرابي بعاج

هي السياسة الأمريكية ذاتها لم تتغير مع مرور الزمن ولا تغير الحقب السياسية وتعاقب الرؤساء ديمقراطيين أم جمهوريين حيث لا فرق في الثوابت.

ما من شك في أن واشنطن التي تتحدث عن السعي إلى إقامة سلام في سورية يجتمع قاداتها مع المسؤولين الروس للبحث في إيجاد مخارج سياسية للوضع الراهن وتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية، هي واشنطن ذاتها التي تدعم الفصائل الإرهابية بشكل مباشر وآخر موارب في سورية والمنطقة بشكل عام.‏

وما كشفته المجلة البريطانية المتخصصة بالشؤون الدفاعية مؤخراً حول إرسال الولايات المتحدة شحنتي أسلحة إلى الإرهابيين في سورية، ما هي إلا فصل من فصول تلك السياسة التي تمارسها واشنطن بالسر والعلن، ولا غرابة في ذلك.‏

تركيا الضالعة في دعم الإرهاب حتى الثمالة بالسياسة العدوانية التي يتبعها رئيسها وحزبه الأخواني تتحرك بإيعاز من واشنطن وتأمر بيادقها لخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب، حيث لا يمكن أن يكون هذا التحرك الغادر إلا بأمر منها، وكذلك فعل بعض مرتزقة الوهابيين وإخوان دوحة الشر في جنوب سورية.‏

تلك الأعمال العدائية لا تخرج عن إطارها الرئيسي، وهي السياسة الأمريكية التاريخية في المصافحة بيد والطعن في الظهر باليد الأخرى.‏

أبواق الفنادق من معارضات الرياض تنعق بإيعاز أيضاً، فهي مرتهنة للخارج بولاءاتها العقائدية المتطرفة والمادية، حيث يتوزع روادها بين بائع ذمته لهذه أو تلك من الدول الوظيفية التي تتدخل لاستمرار الإرهاب في سورية.‏

وما سمعه المبعوث الدولي إلى سورية السيد دي مستورا أثناء زيارته إلى دمشق يؤكد أن سورية جادة في رغبتها التي تمثل رغبة المواطن السوري في إيجاد الأرضية المناسبة لحوار سوري سوري في جنيف يؤدي إلى حل سياسي يرضى به الشعب السوري الواثق بحقه في تقرير مستقبله وحتمية انتصاره على الإرهاب.‏

واشنطن التي تمارس السياسة الازدواجية وتدعم حلفاءها في استمرار الإرهاب طلب منها المبعوث الأممي إيجاد تفاهم بينها وبين الأطراف الإقليمية، لأن ذلك أكثر راحة في دفع محادثات ذات معنى قي وقت قريب في جنيف.‏

فهل تفعل واشنطن أم تستمر في سياستها التاريخية المزدوجة ....أغلب الظن أنها ستستمر في لعب دور مزدوج مكشوف تارة ومستتر تارة أخرى، ولكنها لن تخرج عن جلدها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية