تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رغم أنوف المهزومين..

كواليس
الأربعاء 13-4-2016
ريم صالح

هو الشعب السوري يستل سيف الديمقراطية، والشرعية الدستورية، في وجه من بَشًرَ بها وتلطى خلفها على حدود سايكس بيكو بنسختها المعدلة، ليؤكد اليوم على أن رهانات المعتدين بحجب الرؤية وتعتيم المشهد السوري،

عبر ثرثراتهم الإعلامية، وتخمتهم الكلامية، والتفافاتهم الدبلوماسية، وأقنعتهم السياسية، مجرد أسقف، ومهما بلغ ضجيجها وصخبها، إلا أن ذلك لا يمحو حقيقة كونها أسقف شيدت، ولكن على أعمدة من دخان.‏

هذا الزحام والاصطفاف في مواقف المتربصين، ونبرتهم المرتفعة وسيركهم المفضوح، لم يلق أذانا صاغية في الشارع السوري، فها هي قافلة الانتخابات البرلمانية السورية تسير، وتمضي أشواطا وأشواطاً في مسيرتها الديمقراطية.‏

السوريون اليوم ينتخبون من يمثلهم في مجلسهم النيابي، ويؤكدون من جديد أنهم أصحاب القرار المستقل، وأنه لا يحق لأي كان أن يتدخل في اختيارهم، ويؤكدون كذلك بأن عجلة الحياة في سورية مستمرة، رغم محاولات التعطيل من خلال العقل الأميركي المدبر، والجيب السعودي المثقوب، والباب التركي المفتوح، والأوهام الخرافية للدمى الكرتونية «المعارضة»، وفق التعليمات الوهابية في غرف الرياض الظلامية.‏

فلا إرهاب يمكن أن يردع الشعب السوري عن قول كلمة الحق، ولا طروحات مدعي «الوطنية» يمكن أن تزحزحه عن مبادئه ومعتقداته، ولا تصعيد المفلسين على الطاولة الجنيفية، ولا تهديدات المهزومين على الارض، يمكن أم تردعه عن القيام بواجبه الديمقراطي.‏

سورية تنتخب وتنتظر مستقبلها الواعد، ومعها ينتظر السيد الأميركي بمؤامراته الهوليودية، وما ملكت أيمانه من غلمان النفط والردى، ليبقى الغارق في أوهام سلطنة أجداده المأفونة، هو الأكثر قلقاً على خط الإنتظار، لاسيما حين يَلْمح على حدوده بندقية الجندي العربي السوري، وهي تقطع شريان الإرهاب الأردوغاني المتدفق وتلجم يد مرتزقته المأجورين عن سرقة النفط والآثار السورية، ليشرع كل منهم في طمر رأسه ولكن طبعاً على طريقته، ليبقى ما ظهر منهم شاهداً على غباء النعامة.‏

على إيقاع الانتخابات السورية تضبط ساعات الميدان، وتفرد الأوراق على طاولة التسويات السياسية، لتبين بالمطلق أن انجازات حماة الديار، وإرادة الشعب السوري وكلمته المستقلة، هي من ستعيد تصحيح مسار بوصلة التضاريس الإقليمية على الخريطة العالمية، ومن يعش ير.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية