|
وكالات - الثورة لم يسمح بتاتاً بمرور قرار واحد لمجلس الأمن الدولي ينتقد الكيان الإسرائيلي وممارساته وسياسته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. ومع أن كلام الـ نيويورك تايمز لا يعدو عن كونه تأكيدا للمؤكد بأن الإدارات الأميركية المتعاقبة جمهورية كانت أم ديمقراطية فهي تدعم «إسرائيل» سواء كانت ظالمة أو أكثر ظلما، إلا أنها بشكل أو بآخر عرت الوجه الحقيقي لأوباما بأنه مع اسرائيل حتى الرمق الأخير وبأن كل ادعاءاته لإحياء السلام ليست أكثر من لقطات هوليودية في مسلسل أميركي سيئ الصيت والإخراج. وبحسب صحيفة الـ نيويورك تايمز في تقرير نشرته لناشطة السلام آلان لارا فريدمان، فإن أوباما على مدى السبع سنوات الماضية لم يسمح لمرور قرار واحد لمجلس الأمن ينتقد «إسرائيل» بالذات. وتلفت الكاتبة إلى أن هذا السجل يتناقض مع سجل من سبقه من الرؤساء، حيث إنه بالعودة إلى السجلات منذ عام 1967، فإن بعض الرؤساء الأمريكيين كانوا يسمحون لبعض قرارات مجلس الأمن بالمرور أو حتى التصويت معها، مشيرة إلى أنه خلال فترة حكم لندون جونسن قام مجلس الأمن بتبني ما لا يقل عن سبعة قرارات، وفي عهد ريتشارد نيكسون تبنى المجلس ما لا يقل عن 15 قرارا، وفي عهد فورد تم تبني اثنين، وفي عهد جيمي كارتر 14 قرارا. ويفيد التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، بأن عدد القرارات وصل إلى ذروته «21» قرارا خلال إدارة رونالد ريغان، عندما صوتت الولايات المتحدة عام 1981 ضد الضربة الإسرائيلية للمفاعل النووي العراقي، وهي الضربة التي كانت تهدف لإحباط الطموحات النووية العراقية، حيث دعا ذلك القرار إلى أن تضع إسرائيل مواقعها النووية تحت الرقابة الدولية، وكان رد الحكومة الإسرائيلية القول بأنه يحزنها أن تقوم حليفتها أمريكا بالوقوف مع «الظلم الكبير الذي تم ارتكابه ضد إسرائيل». وتبين فريدمان أنه تحت حكم جورج بوش الأب، قام المجلس بتبني تسعة قرارات تنتقد «إسرائيل»، بما في ذلك شجب قوات الأمن الإسرائيلية بعد مقتل أكثر من 20 فلسطينيا وجرح 150 آخرين في المسجد الأقصى، وهو القرار الذي شجبه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة على أنه «من طرف واحد»، ورفض تدخل الأمم المتحدة في أي شأن يتعلق بالقدس المحتلة، بالإضافة إلى أن إدارة بوش الأب أيدت انتقاد إبعاد الفلسطينيين واختطاف رجل دين لبناني. كما أورد التقرير أن عدد القرارات تراجع إلى ثلاثة في عهد بيل كلينتون، مشيرا إلى أنه العهد الذي تميز بوعود السلام، ثم ارتفع العدد إلى ستة قرارات تحت إدارة جورج بوش الابن، الذي شهد عهده ارتفاعا في العنف وانطلاق الانتفاضة الثانية. وتعلق الكاتبة قائلة إن الرئيس أوباما، وعلى عكس سابقيه، قام بحماية إسرائيل تماما من مثل هذه القرارات، وما يزيد من كون هذا باعثا على الاستغراب هو أن رئاسته صادفت حكومات إسرائيلة كانت من أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا في تاريخ «إسرائيل»، وهي حكومات استمرت في معارضة الجهود الأمريكية لإحلال السلام والسياسة الأمريكية في معارضة تمدد المستوطنات. وبحسب الصحيفة، فإن حجة إدارة أوباما في معارضة قرارات مجلس الأمن عام 2011، عندما استخدمت أمريكا الفيتو لمنع قرار مناهض لتوسيع المستوطنات، يوضحه ما قالته السفيرة الأمريكية من أن أمريكا لا تعارض محتوى القرار، لكنها تخشى تسميم أجواء مفاوضات السلام، أملا بأن يشجع منع مرور القرار حكومة نتنياهو للتعامل بإيجابية أكثر مع جهود السلام. ويستدرك التقرير بأن هذا لم يحدث، بل على العكس، فإن أقوال نتنياهو وأفعاله، خاصة الاستمرار في توسيع المستوطنات، أثبتت أن تكتيك أوباما لم يكن فعالا بل ربما أتى بنتائج عكسية. |
|