تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا الجديدة.. سياسة تحطيم الأوهام

شؤون سياسية
الأثنين 12-3-2012
محرز العلي

المواقف الروسية التي عبر عنها سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي باجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري والتي تتجلى بضرورة الحوار بين الحكومة والمعارضة الوطنية لحل الأزمة ورفض التدخل الخارجي وضرورة إيجاد آلية لوقف العنف،

تتسم بالشفافية والموضوعية، وذلك لأنها أخذت بعين الاعتبار حقيقة ما يجري على أرض الواقع من أعمال إرهابية تقوم بها جماعات مسلحة مأجورة ومدعومة من الخارج، إضافة إلى ذلك عبرت عن مطالب أغلبية الشعب السوري الذي أكد دعمه للإصلاحات التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد ورفضه لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، واستطراداً عبرت عن دعوة القيادة السورية لأقطاب المعارضة الوطنية الشريفة التي لم تتعاون مع الأجنبي ضد الوطن للحوار والمساهمة في بناء سورية الحديثة والمتجددة.‏

دعوة لافروف لاستبعاد التدخل الخارجي والتوجه نحو الحراك الدبلوماسي السلمي والمساهمة بحل الأزمة السورية عبر الحوار وبعيداً عن سياسة الاملاءات والشروط أثارت حنق حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري وسعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عرابا المشروع الصهيوأميركي لتفتيت المنطقة وإرضاء لأسيادهم في البيت الأبيض حيث أسقطت صلابة الموقف الروسي تجاه ما يجري في سورية أحلام حكام قطر والسعودية في استمالة روسيا وتغيير موقفها لاستمكال مخططهم التآمري في إضعاف سورية والنيل من موقفها وأمن واستقرار شعبها عبر محاولات استدراج التدخل الخارجي بعد فشلهم في تحقيق أحلامهم بإثارة الفوضى والنعرات الطائفية من خلال عملائهم في الداخل.‏

غضب وهذيان حمد الصغير والفيصل المأجور والأمين العام لجامعة الدول العربية الذي سهل سرقة دور الجامعة العروبي تجلى واضحاً من خلال كلماتهم ومواقفهم حيث دعا حمد والفيصل إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سورية ودعم المجموعات الإرهابية بالمال والسلاح ليؤكدا من جديد سعيهما اللا محدود إلى إجهاض المساعي والجهود الدولية لحل الأزمة السورية وبالتالي ضرورة تدويل الأزمة واستنساخ السيناريو الليبي ولو كان ذلك على حساب سفك المزيد من الدم السوري وكأن شهية القتل الذي أزهقت أرواح أكثر من 150 ألف ليبي ومئات آلاف الجرحى لم تشبع حقدها الدفين تجاه الشعوب العربية، ولذلك حاولا نفث سميهما على الشعب السوري وذلك بتجاهل وجود عصابات مسلحة والدعوة لتسليح الإرهابيين ومحاولة معاقبة الشعب السوري على مواقفه الوطنية وتصديه البطولي لهؤلاء الخونة والعملاء والمتآمرين في الداخل والخارج ولاسيما عربان الخليج الذين يستخدمون أموال النفط لتقسيم الدول العربية إلى كانتونات والتي تجلت حالياً في السودان وليبيا وذلك خدمة لأمن إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الاستعمارية.‏

حمد الصغير الذي سخر نفسه لتنفيذ أجندات الغرب الاستعمارية بعد أن أصابه عمى البصر والبصيرة واستبدال دمه العربي بدم صهيوني قال وبكل صفاقة إن المجموعات الإرهابية في سورية تدافع عن نفسها ليكشف بذلك عن مدى تورطه بالأعمال الإجرامية التي تقوم بها المجموعات المسلحة التي اعتدت على أملاك الشعب وروعت المواطنين وخربت المنشآت النفطية والطرق العامة والسكك الحديدية والمدارس وسرقت ونهبت وهجرت عائلات آمنة، الأمر الذي يشير بالنتيجة إلى حالة الهيستيريا الذي وصل إليها نتيجة إخفاقاته المتكررة في تحقيق أوهامه العدائية في سورية.‏

اللافت خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية أن لافروف قد ذكر غربان الخليج الذين يدعون الحرص على مصالح الشعب العربية أن الوضع السوري يجب ألا ينسيهم القضية الفلسطينية وما يحل بالفلسطينيين من مآس نتيجة الأعمال الهمجية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف يومياً قطاع غزة وتحاصره منذ العدوان على القطاع وتمنع عنه الأدوية والمواد الغذائية وحتى وقود المحطات الكهربائية الأمر الذي يكشف دجل وخداع هؤلاء العربان المتصهينين الذين يدعون الحرص على أمن ومصالح العرب وضعفهم أمام كل ما يتعلق بالكيان الصهيوني أو بالأحرى تنفيذهم لكل ما يرضي الكيان الصهيوني ولو على حساب الشعب العربي عموماً والفلسطيني على وجه الخصوص .‏

الحراك الروسي داخل أروقة الجامعة العربية تزامن مع استقبال سورية لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وترحيبها بأي جهد دولي يسهم بإيجاد حل لما يجري على أرض الواقع ، ما يشير إلى انفتاح القيادة السورية على كل جهد صادق عربي أو دولي من شأنه طرح أفكار موضوعية تسهم في حل الأزمة بعيداً عن سياسة الإملاءات والتدخل الخارجي وهذا هو بالتأكيد الموقف الشعبي الذي عبرت عنه الفعاليات والمسيرات التي عمت المحافظات خلال الأشهر الماضية من عمر الأزمة والتي أكدت دعمها للإصلاح ورفضها لإملاءات عربان الخليج والدول الاستعمارية وتقديرها لمواقف روسيا والصين والدول الصديقة التي تنظر بشفافية وموضوعية لما يجري في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية