|
مجتمع ناضلت المرأة السورية بتحدٍ وتصميم وإرادة، فنالت ما طمحت إليه حتى تميزت عن مثيلاتها في الوطن العربي بفضل الدعم الذي لاقته من القائد الخالد حافظ الأسد واليوم في ظل السيد الرئيس بشار الأسد. راهنت وكسبت الرهان فإذا بها: إعلامية وقاضية ومعلمة ،سفيرة ووزيرة (تم تعيين أول وزيرة في سورية عام 1976 وهي وزيرة الثقافة والإرشاد القومي، ودخلت أول امرأة في السلك الدبلوماسي في سورية عام 1953، وعينت أول سفيرة في الخارج عام 1988 وبدأت مساهمة المرأة في سلك الشرطة عام 1977». اليوم وبعد صدور الدستور الجديد، لم تعد المرأة المتزوجة من أجنبي مضطرة للوقوف على نافذة وأطفالها على نافذة أخرى عند بوابات العبور لكونهم يحملون جنسية غير جنسيتها... لقد تحقق حلمها، عطاء آخر يزيدها اطمئناناً وطموحاً لتحقيق ما تنشده وهي قادرة وليس ذلك أمراً جديداً وغريباً في حياة وتاريخ المرأة السورية. وجوه نسائية... جديرة بالاهتمام
هذه السيدة ماري عجمي(1988-1965) الحموية المولد والدمشقية المنشأ والتربية تصدر أول مجلة نسائية في سورية عام 1910 وتطلق على هذه المجلة اسم (العروس) حيث ناضلت من خلالها نضالاً مشرفاً دفاعاً عن حقوق المرأة العربية وقد قابلت الطاغية جمال باشا السفاح طالبة منه العفو عن المفكرين والمناضلين الذين علقهم على أعواد المشانق في دمشق وبيروت في 6 أيار عام 1916. وفي حلب ظهرت الشاعرة مريانا مراشي 1849- 1919 وقامت بتأسيس أول صالون أدبي عرفه الوطن العربي وقد تمكنت مريانا من جعل صالونها ملتقى أدبياً وفكرياً ضم خيرة الأدباء والمفكرين في حلب الشهباء في ذلك الوقت. أول جمعية نسائية عربية وفي دمشق قامت السيدة نازك العابد عام 1914 بتأسيس أول جمعية نسائية عربية في دمشق، ولكن جمال باشا السفاح قام بنفيها إلى أزمير بتر كيا حيث عادت إلى دمشق بعد نهاية الحرب العالمية الأولى لتولي اهتمامها الأكبر لأبناء وأسر شهداء الثورة العربية الكبرى وأسست عام 1918 جمعية نور الفيحاء من سيدات دمشق، ثم أنشأت من خلال هذه الجمعية مدرسة بنات الشهداء، كما أسست جمعية النجمة الحمراء التي أصبحت فيما بعد الهلال الأحمر ومع بدء الهجوم الفرنسي على سورية أنشأت نازك مستشفى للجرحى أوعزت إلى نساء جمعية النجمة الحمراء بخدمة ورعاية هذا المشفى وعند خروج الشهيد يوسف العظمة إلى ميسلون قامت نازك بمرافقته لمواجهة العدوان وبعد استشهاد العظمة ودخول الجنرال غورو إلى دمشق قامت الحكومة الفيصلية بمنح نازك رتبة نقيب فخرية في الجيش تقديراً لجهودها وتفانيها في خدمة وطنها وقام الفرنسيون بنفيها إثر قيامها بقيادة تظاهرة نسائية حاشدة في دمشق عام 1922 نددت بالاحتلال الفرنسي،كما ظهرت أسماء كثيرة في الساحة الأدبية السورية من النساء اللواتي أثبتن مقدرة لا يمكن التقليل من شأنها وأهميتها في مجال القصة والرواية والشعر من هذه الأسماء نذكر الأديبات مها قنوت وسهام ترجمان وقمر كيلاني ونجاح العطار وابتسام الصمادي ودلال حاتم وأنيسة عبود واعتدال رافع وغيرهن. كما تمكنت الأديبة السورية وداد السكاكيني من الإحاطة بفنون كتابة القصة والرواية والمقالة وأصدرت عدة كتب صورت فيها واقع المرأة السورية ودعت إلى تغيير هذا الواقع والثورة عليه. والسيدة ألفت الأدلبي التي أصدرت عدة مؤلفات دافعت فيها عن المرأة في ظل التقاليد الرجعية العفنة الظالمة، أما السيدة قمر كيلاني فقد تناولت في مقالاتها الجوانب الاجتماعية والوطنية والقومية وحملت الهم القومي العربي منذ بداية حياتها الأدبية. وفي مطلع الخمسينيات بدأت السيدة سلمى الحفار الكزبري تظهر على الساحة الادبية النسائية مصدرة عدة مؤلفات تدعو فيها إلى الحرية والأخلاق ونبذ التقاليد الفاسدة كذلك الأديبة كوليت الخوري التي نضلت طويلاً في سبيل قيم الحق والإنسانية والخير. وتستمر المرأة العربية السورية في مسيرتها الظافرة بدعم وتشجيع السيدة أسماء الأسد في سبيل تعزيز دور المرأة السورية وتفعيل مشاركتها في بناء الوطن وإيصال صوتها الحضاري إلى العالم من خلال المؤتمرات الاجتماعية والدولية التي ترعاها وتساهم فيها بأسلوب حضاري. هنيئاً للمرأة السورية العطاءات والمكتسبات الواحدة تلو الأخرى وهنيئاً لسورية بنسائها الحرائر يقدمن فلذات أكبادهن قرابين على مذابح الحرية، دفاعاً عن الأرض والعرض. وستبقى كلماتك يا أبا الشهداء خالدة في صفحات التاريخ وضمير شعبك ونضعها نصب أعيننا وكما قلت ايها القائد الخالد: «الوطن غالٍ الوطن عزيز والوطن شامخ والوطن صامد، لأن الوطن هو ذاتنا فلندرك هذه الحقيقة ولنحب وطننا بأقصى ما نستطيع من الحب وليكن وطننا هو المعشوق الأول الذي لا يساويه ولا يدانيه معشوق آخر». |
|