|
ثقافة أتحفنا بكل ما هو أصيل، لم يغادر مجرى الإبداع ولا الأصالة، لم يتنكر لواقعه، يحمل في قلبه وعقله آمالنا و آلامنا، هو روائي النبوءة صاحب نبوءة الرواية ديوان العرب، فماذا قال في هذه النبوءة؟..
يقول في كتابه رسالة إلى امرأة نسيت اسمها الصادر عن وزارة الثقافة عام 2008: «لئن كنت في العام 1982، قد تنبأت بأن الرواية العربية ستكون ديوان العرب، في القرن الواحد و العشرين فإن هذه النبوءة قد أعطت برهانها ونحن في أواخر القرن العشرين وإني لأستغرب شيوع هذه المقولة بهذه السرعة وعلى هذا النطاق حتى أصبحت في أيامنا هذه معتمدة من قبل الكتاب والنقاد و القراء على السواء، ويسعدني هذا، فالطريق الروائي يسع كل الروائيين. وكل التجارب الروائية، وبعد ذلك تكون الغربلة ويكون الاصطفاء ويتحول الكم إلى نوع وهذا هو المبتغى وهو أيضاً الارتقاء. كي تستطيع محلية الرواية العربية أن تحقق عالميتها بجدارة كلية لكنني في المساءلة ذاتياً أبحث عن جواب هو: هل أحسنت في النبوءة السبق بأن الرواية ستكون ديوان العرب أم أسأت؟ هلا صادرت دور الشعر و هو دور لا يصادر، كما يكتب بعضهم حول هذا الموضوع وبعصبية انفعالية ليست على المستوى المرغوب أو المطلوب في الكلام على الشعر العربي حديثه وقديمه وفي تفعيلته وعاموديته معاً؟ ولماذا نتعصب والشعر باق في إنكار واقع أن الرواية عندنا وفي العالم هي التي تتقدم الأجناس الأدبية الأخرى بما فيها الشعر والقصة القصيرة و المسرحية؟ وبماذا تجدي المكابرة حول هذه الظاهرة الموضوعية التي تحترم الشعر وتشغف به وتعتبر بمكانته في النفس العربية خصوصاً ما دام حكم الزمن الذي يسري على الإنسان ينسرح تالياً على الشعر باعتباره نتاجاً إنسانياً؟ وإن مقولة الرواية ديوان العرب، ليست حدساً أو تنجيماً أو شحطة قلم، وإنما هي استقراء للواقع، ففي عصر المعلوماتية وعصر تناسل الإذاعات و الفضائيات التلفزيونية وتكاثرها المدهش لابد من مادة تتشكل منها المسلسلات الإذاعية و التلفزيونية، وهذه المادة موجودة في الرواية لافي الشعر، ومن هنا فإن حاجة الإذاعة و السينما والتلفزيون النهمة لا يمكن إشباعها إلا بالرواية وعلى نحو أقل في القصة الطويلة لا القصة القصيرة جداً الدارجة موضتها في نهاية هذا القرن. |
|