تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دليلك إلى البورصة.. الأسهم الأكثر أهمية حين لا يهتم بها أحد

بورصات
الاثنين 12-3-2012
يؤكد خبراء المال حول العالم بأن الأزمات السياسية والاقتصادية على حد سواء قد تضر بكل شيء وتكون انعكاساتها سلبية شكلا ومضمونا على كل شيء، إلا على البورصة، التي تتأثر ظاهريا،

سلبا بانخفاض أسعار الأسهم وانخفاض التداول لكنها تكون الفرصة الذهبية لها على المدى البعيد ......‏

و يرى مراقبون أن الأسعار المنخفضة عادة لا تستمر طويلا عند مستوياتها المتدنية بل تعاود الارتفاع، ولكن تختلف البورصات بطريقة معاودة صعودها فبعض البورصات يبدأ ارتفاعها بشكل تدريجي بعد الأزمات كما حصل مع بعض البورصات العربية مثال ذلك ارتفاع بورصة الإسكندرية التي بدأت بالارتفاع التدريجي على مدى ثلاثة أشهر حتى عادت إلى تداولاتها قبل الأزمة، وكذلك البورصة التونسية التي بدأت مؤخراً تشهد ارتفاعات ملحوظة في أسعار أسهمها، أما بعض البورصات فإن حركة ارتفاعها تكون فجائية وصاعقة أحيانا، وخير مثال على هذه البورصات ما حصل في بورصة لندن بعد الأزمة الاقتصادية الشهيرة التي ضربت أوروبا في بدايات القرن المنصرم، والتي شهدت أوربا بعدها بزوغ نجم أهم رجالات أعمالها الذين أعطتهم البورصة أفضل الفرص ليجنوا الملايين بين ليلة وضحاها، وبالمقابل كانت الخسائر من نصيب من تسرع وباع أسهمه خوفا من التردي الاقتصادي.‏

كذلك في عام 1973 انخفضت الأسهم في البورصات العالمية وانخفض معها سعر سهم (واشنطن بوست) الى 6 دولارات وكان أغنى رجل في العالم آنذاك وملك الاستثمار (وارن بافيت) استثمر جزء اً من أمواله في أسهم الواشنطن بوست، وعند الانخفاض قام بشراء أسهم بلغ سعرها آنذاك ما يقارب 10 ملايين دولار لأنه يمثل له فرصة استثمارية بانخفاضه هذا، والآن بعد ما يقارب الثلاثين عاما أصبح سعر السهم 900 دولار ويجني أرباحا سنوية مقابل حصته تقدر بعشرة ملايين دولار.‏

ويحكم انخفاض أسعار الأسهم بشكل مباشر، الطمع والحالة النفسية العامة للجمهور في حالات كثيرة ولكن تقلبات الأسعار لهذه الشركات هي وقتية وليست دائمة إذ سرعان ما سيصنفها السوق إلى قيمتها العادلة وهنا يأتي دور المستثمر الذكي الذي يسعى الى استغلال الأزمة لمصالحه وبالطبع فلا بد من الحذر عندما يطمع الآخرون وعليك أن تكون طماعا عندما يخاف الآخرون.‏

وبين عامي 1973- 1974 انخفض مؤشر الداو جونز الى ما يقارب 700 نقطة وكانت الاوضاع الاقتصادية سلبية لذا قام الكثير بالتخلص من استثماراتهم في البورصة ولكن كانت فرصة بافيت أن يقوم بالشراء وبكميات كبيرة واشترى احد أعظم استثماراته في ذلك الوقت وهو في واشنطن بوست ويقول بافيت «ان الأسهم تكون اكثر فائدة واهمية حين لا يهتم بها أحد».‏

وهذا بالضبط ما تنتظره اليوم بورصة دمشق التي ظلت صامدة في ظل أزمة مستمرة منذ عام كامل، بالرغم من تواضع إمكاناتها وفتوة عمرها مقارنة بالبورصات العالمية.‏

وما يميز بورصة دمشق عن مثيلاتها هو السبب الذي أنشئت من أجله أساسا فقد بدأت أفكار افتتاح سوق للأوراق المالية في سورية بأهداف اقتصادية عديدة أولها تجميع المدخرات الوطنية، وجذب الاستثمارات الخارجية بهدف إنشاء مشاريع اقتصادية ضخمة، من شأنها إنشاء شركات جديدة، وبالتالي إحداث نمو وارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى تشغيل وصقل الأيدي العاملة، وعندما دخلت البنوك الخاصة ضمن السوق أصبح لديها خبرات مالية لم تكن تعرفها حيث كانت الخبرة مقصورة على بنوك القطاع الحكومي.. إذاً فالسوق تعتبر أداة تسويقية مساعدة للاقتصاد الوطني، وهذه الأهداف تترافق في الوقت ذاته مع المخاطرة في الاستثمار في السوق لأن أي فرصة استثمارية لا بد أن تحتوي على نسبة ولو ضئيلة من المخاطرة، فإن أي شيء له صفة استثمارية فيجب أن يكون له أسس علمية سواء في دخوله أو في حال خروجه، وبناء على هذه الأسس تحدد المتطلبات الخاصة و الأموال الفائضة عن حاجة المستثمر الذي يرغب بدخول البورصة في هذا الوقت بالتحديد خلال هذه الفترة وما هي الأسهم التي يجب أن يستثمر فيها وعليه تنويع المحفظة الخاصة به وأن يشتري وفق أسس علمية وليس وفق الشائعات السائدة، أما مسألة الربح و الخسارة في السوق فإن ذلك يقف على العرض والطلب ويمكن القول إن وجود السوق كان أفضل من عدم وجودها وذلك لأنها قللت المخاطر على المستثمرين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية