تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أنخـــاب غــزة الذبيحــة

حدث وتعليق
الاثنين 12-3-2012
منذر عيد

ويل لأمة بات فاجرها حكيم.. وسفيهها حليم.. والخائن فيها آمر.. ويل لأمة تستبدل برائحة النفط رائحة ياسمينها.. ويصبح بالنسبة لبعض حكامها الأخ عدواً والعدو صديقاً..

ويستبدلون ثقافة أبي تمام بثقافة هنري ليفي.. ويل لأمة تخرج في جنازة حامية، الميت فيها كلب..‏

هو حال امتنا العربية.. إلا قليلاً.. امة العرب تجتمع على ذبح أخ عربي.. وتتعامى عن جرائم ممن هو مفترض عدو لدود..‏

بالأمس دعا أمراء النفط لإرسال قوات عربية ودولية إلى سورية وتسليح المجموعات الارهابيه فيها.. لـ صوملتها أو عرقنتها.. وجعلها اثراً بعد عين.. ذاتهم سفهاء النفط أصيبوا بالصمم والعمى تجاه قطاع غزة.. لان المطلوب منهم أن يكونوا كذلك.‏

فما شهده القطاع من إجرام صهيوني ليس سوى بداية لمرحلة ثانية من المؤامرة الغربية الكبرى ضد العالم العربي، وتحديدا تجاه القضية الفلسطينية والدول المقاومة للمشروع الأميركي الصهيوني دخلت حيز التنفيذ .‏

فبعد شرذمة العالم العربي وإدخاله في مرحلة الإلهاء الداخلي.. باتت الساحة الفلسطينية خالية لجنود الاحتلال الإسرائيلي وآلة حربهم لتفعل فعلتها في الأرض والشعب الفلسطيني،ولتستبيح قطاع غزة وتهدر دماء شعبه .. ولتترك القضية الأم يتيمة جريحة، وكل ذلك بمشاركة وبمباركة حكام «البعض» العربي.‏

عندما يتقاسم حكام الكيان الصهيوني ذات الرؤى مع «البعض» العربي حول سياسة ومستقبل المنطقة.. إنما هو اتفاق مؤكد على تحويل القضية الفلسطينية إلى ورقة «جوكر» على طاولة المقامرة المشتركة.. ورقة يستخدمها حكام الخليج من اجل الحفاظ على عروشهم، وتجنيبها الهزات .. متناسين أن شعوب بلدانهم ملوا وجوههم الصفراء.. وكرهوا أيديهم المرتعشة.. وكبر كروشهم.. التي التهمت قوتهم وخيرات البلاد.‏

في حدائق قصورهم هناك على أرض قبل أن يدنسها أولئك المستوطنون تدور الكؤوس بين.. مجرم محترف.. وعميل غر.. ووراء تلك الأسوار تذبح غزة.. على تلاطم الأقداح.‏

Mon_eid@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية