تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على أبواب المراهقة

شباب
2012/3/12
غيث الأحمد / دير الزور

لا تزال المراهقة الممر الذي يعبر منه الفتية والفتيات إلى عمر النضوج، ولا تزال أحد التحديات المهمة التي يجب على الآباء تفهمها والتعامل مع المتطلبات المستجدة التي تطرأ على أبنائهم

من الشعور بالاستقلالية والخصوصية على اعتبار أن هذه الفترة تعد من الفترات الحرجة في حياة الشباب فهي المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى النضج.‏‏‏

وتحمل العديد من تساؤلات الآباء عن كيفية التعامل مع أبنائهم فالتغيرات الفسيولوجية، النفسية، والعاطفية التي تحدث لهم تحتاج إلى الكثير من الإعداد والتفهم لكي نساعدهم على تجاوز صعوبات هذه المرحلة.‏‏‏

وتوضح الدكتورة منال عثمان اختصاصية الطب النفسي أن المراهق في هذه المرحلة يبدأ في ملاحظة التغيرات الجسدية المصاحبة للبلوغ وهذا يتطلب إعداده نفسياً لها بشرح طبيعة هذه التغيرات وأنها تعني الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة.‏‏‏

‏‏

وتضيف عثمان أن المراهقين يبدؤون في هذه الفترة يشعرون برغبتهم في الاستقلال وإبداء رأيهم فهم يسعون إلى تكوين شخصيتهم المستقلة ويرفضون فرض الآراء عليهم، فالمراهقون يجادلون ويبحثون عن الخصوصية ويشعرون بالإحراج من انتقادهم ويعانون من تقلبات مزاجية، فإذا لم يتفهم الآباء طبيعة المرحلة ويتعاملون معها بحكمة فإما أن يعاند المراهق ويتمرّد ويلجأ لأصدقائه أو ينزوي وينعزل ويفقد ثقته بنفسه ويفشل في بناء شخصية سوية، كما نجده يعاني فيما بعد من أعراض القلق والرهاب الاجتماعي والشخصية الاعتمادية.‏‏‏

وتنصح الدكتورة عثمان الآباء دائماً بمصادقة أبنائهم وتقبل أسئلتهم وجدالهم وبأن يتمتعوا بقدر من المرونة في التعامل فلا يقبلوا الخطأ ولا يعنّفوا ويرفضوا دون مناقشة.‏‏‏

كما أن السماح بقدر معقول من الحرية والاختيار يمنح الأبناء المزيد من الثقة بالنفس ويساعدهم على بناء شخصية استقلالية سوية.‏‏‏

وتؤكد الدكتورة منال هنا أنه لابد أن نتقبل اختلاف الأجيال وبالتالي اختلاف الآراء والخبرات، فلم يعد مصدر ثقافة الأبناء الوحيد هو خبرة آبائهم بل أصبح هناك الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة التي قد يكون لها تأثير أكبر من الآباء فلابد أن نتفهم هذا ونناقش الأبناء بعقلياتهم وثقافتهم.‏‏‏

كما أن ملء أوقات الفراغ بالهوايات والأنشطة من الأشياء المهمة جداً فهو سبيل الوقاية من الصحبة السيئة والانحرافات.‏‏‏

وأشارت اختصاصية الطب النفسي أن الجو الأسري المستقر واتفاق الوالدين على سياسة واحدة في التعامل مع أبنائهم من الأمور المطلوبة في هذه المرحلة، كما يجب على الآباء أن يعطوا المساحة الكافية من الحرية تحت إشرافهم، بالإضافة إلى إشعارهم بالحب لا بالسلطة الأبوية والتقرب إليهم أكثر من أصدقائهم وتقبل الأخطاء.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية