تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملتقى الشباب و متغيرات سوق العمل في ظل المرحلة الراهنة هل أنت جاهز للعمل ؟؟..

شباب
2012/3/12
منال السمّاك

كيف أجد عملاً ؟ تساؤل بات يفرض نفسه بقوة على شبابنا ليقض مضجعهم ، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الأزمة و ما أحدثته من متغيرات

نظر البعض إليها بسلبية و تشاؤم لتقودهم للإحباط ، بينما شكلت لدى الآخرين حافزاً للبحث عن أدوات جديدة وتطوير مهاراتهم و زيادة خبراتهم استعداداً لفرص عمل قادمة من صنع أيديهم ، ولمساعدتهم على ذلك دعا فريق من متطوعي الأمانة السورية للتنمية لملتقى “ الشباب و متغيرات سوق العمل في ظل الأزمة الراهنة “ بهدف نشر مفاهيم الريادة المجتمعية و تسليط الضوء على أهم المهارات اللازمة لسوق العمل ، في مبادرة حملت شعار “ ارتقاء.. شباب بكرا أمانة بإيدنا “ و ذلك في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق .‏

إيصال صوتهم لصنّاع القرار‏

أريج درويش من الفريق الإعلامي للمتطوعين أشارت إلى أن هذا الملتقى هو خطوة أولى من مجموعة أنشطة و فعاليات و دورات تدريبية عن حاجات الشباب في ظل الظروف الراهنة ، وقالت : تواصلنا مع المشاركين على موقع الأمانة السورية للتنمية و الفيس بوك ، و وزعنا عليهم استمارات لمعرفة خلفياتهم عن الريادة المجتمعية و سوق العمل ، و بناء عليه تم تحديد موضوع المحاضرات ، و ما يهمنا هو أن يسهم هذا الملتقى في إيصال صوت الشباب و حاجاتهم إلى صناع القرار ، و قد جذب عنوان الملتقى الكثير من الشباب ، حيث شارك فيه ما بين 120- 150 شاباً و شابة من طلاب الجامعات والمعاهد من الاختصاصات كافة .‏

سعي لتنمية المجتمع‏

محمد مهنا – متطوع بالأمانة السورية للتنمية – قال : مبادرة “ ارتقاء “ تهدف للارتقاء بالشباب و السعي لتنمية المجتمع ، و ذلك من خلال تطوير أفكارهم و تنمية مهاراتهم ، عبر معرفة الموضوعات التي تشغلهم و إقامة أنشطة تخدم هذا الموضوع و جمعهم مع مختصين ، و قد تم اختيار هذا الموضوع لأهميته في ظل الظروف الراهنة ، و هو محاولة جادة للإجابة على تساؤلاتهم ، فإن كان سوق العمل حالياً لا يستوعب كل هؤلاء فمن المهم مساعدتهم لامتلاك المهارات الضرورية ليكونوا منافسين أقوياء في العمل ، كما أن موضوع الريادة المجتمعية يضع الخطوات الصحيحة لتأسيس عمل خاص انطلاقاً من حاجات المجتمع يدر ربحاً على صاحبه و يسهم بالتنمية .‏

مهارات ضرورية للتوظيف‏

الأستاذ نيكولا سلوم – مدرب مهارات سلوكية – تحدث في الملتقى عن أبرز المهارات التي ينبغي أن يمتلكها الشاب ليكون جاهزاً للتوظيف ، فقال : هناك الكثير من التحديات التي تواجه الشباب اليوم ، و لكن هذا لا يعني تغير المفاهيم الأساسية الموجودة ، بل الأدوات هي التي تغيرت ، فالباحث عن فرصة عمل بحاجة لوقت أطول و موارد أكبر ليست متوفرة كما كانت سابقاً ، و عليه التواصل مع هذه الظروف لإيجاد أدوات جديدة تلائم هذه الظروف ، و التساؤل إن كان هناك فرصة عمل أم لا ، لا يجدي نفعاً وحده بل ينبغي معرفة درجة الجاهزية للعمل ، و الخطأ الذي يرتكبه الشباب التفكير بالمرحلة الثانية مباشرة ،و لكي يكون الشاب جاهزاً للتوظيف عليه امتلاك عدة مهارات و هي .. مهارة التواصل مع الآخرين و القدرة على إقناعهم ، و كيف يقدم نفسه بطريقة صحيحة ، و الأهم من ذلك كيفية التفاوض على نوع العمل و الراتب ، و هذه المهارات تكمل بعضها البعض .‏

نظرة واقعية متفائلة‏

و من خلال تجربته الشخصية توجه – سلوم - بنصيحة للشباب ، و هي الابتعاد عن السلبية و التفاؤل بمرحلة زاخرة بفرص العمل ، و الانطلاق من التفكير الايجابي و النظرة الواقعية المتفائلة بغض النظر عن الظروف الراهنة و ما تحمله من تحديات ، و إن كانت السوق السورية لا تستطيع استيعاب كل هؤلاء الشباب حالياً فسوف تستوعبهم مستقبلاً ، و هنا عليهم التحضير منذ الآن و تحديد أهدافهم أولاً ، و ذلك لمعرفة المهارات التي ينبغي التدريب عليها لإتقانها و من ثم البحث عن عمل بطريقة صحيحة .‏

تحويل الأزمة لفرص عمل‏

الورشة الثانية في الملتقى تناولت موضوع الريادة المجتمعية “ الثروة تتجمع في أسفل الهرم “ حيث أشار الدكتور كنان البهنسي – مدير مشروع المرصد الوطني لسوق العمل – إلى أن هذا محور جديد لا يغطى بالمناهج الأكاديمية و التدريبية ، فالريادة المجتمعية تعني أن يكون الشاب قادراً على إيجاد فكرة معينة لمشروع يحقق استمرارية مادية بشكل ينعكس على مستوى التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، و عادة ما تستغل هذه الأفكار في فترة الأزمات ، و بذلك يستطيع الشخص تحويل الأزمة إلى فرصة عمل لنفسه و للآخرين .‏

مبادرات تغير الواقع السلبي‏

و أضاف د . البهنسي بالقول : نحن نريد أن نستهدف الفئات المهمشة و غير الممكنة و العاطلة عن العمل لتحويلهم إلى منفعة اقتصادية و اجتماعية ، خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها سورية ، و برأيي أن الحل الوحيد لتخطي الأزمة ، هو بإيجاد الشباب لمبادرات تغيير الواقع السلبي الطارئ من خلال الأفكار الشبابية و تحشيد لوجهات النظر الإيجابية للشباب ، بما يمكنهم من تشكيل قوة ضاغطة على الجهات الحكومية والإعلامية و المجتمعات الأهلية لتحقيق مطالبهم و ترجمة رغباتهم لمستقبل أفضل لهم و لبلدهم ، و الابتعاد عن النظرة السلبية بالنظر للمجتمع في الظروف الراهنة ، بل على العكس بالأماكن والظروف السلبية تكثر فرص العمل أكثر من الظروف التي تحيطها الإيجابية .‏

المشاركون .. الملتقى نقطة للانطلاق‏

أغيد غزالي – طالب معلوماتية – تحدث إلينا بالقول : الظروف التي تمر بها سورية صعبة و لكن علينا نحن كشباب استغلالها بشكل إيجابي و ابتكار أفكار جديدة يتقبلها المجتمع و تلائم المرحلة الراهنة ، فالمشروعات والمبادرات الصغيرة نحن اليوم بأمس الحاجة إليها ، و هذا الملتقى بمثابة نقطة الانطلاق كي نبدأ و نكون فاعلين لا منفعلين و نتحمل المسؤولية لبناء مستقبل سورية .‏

تطوير المهارات و الأفكار‏

ياسين غميش – طالب إدارة أعمال – رأى أنه ليس أمام الشباب سوى تطوير مهاراتهم و زيادة خبرتهم بانتظار فرصة عمل مناسبة ، و شبه سوق العمل بالمحيط الأحمر الذي يجمع الحيتان من كبار التجار و رؤوس الأموال و القدرات الضخمة ، و المحيط الأزرق الذي يضم الصغار و رؤوس الأموال المتواضعة ، و يتميز بالأفكار الجديدة التي هي بحاجة للتطوير باستمرار كي تجد مكاناً في المحيط الأحمر و تكبر .‏

و قد لبى خالد بكراوي – طالب حقوق - الدعوة لحضور الملتقى لأهمية العنوان الذي لفته ، قال : العنوان مهم لكل الشباب السوري في ظل ارتفاع معدل البطالة و غياب الدراسات الحقيقية عن متطلبات سوق العمل ، للبدء بمشروعات جديدة ، و هذا الملتقى هو منبر للشباب ليكتشفوا ذاتهم و الإضاءة على أفكارهم و للانطلاق بمشروعهم بطريقة صحيحة .‏

و ترى نور علي – خريجة علوم سياسية – أنه من الضروري للشباب أن يتعرفوا على المهارات التي يتطلبها سوق العمل و يعملوا على تطوير أنفسهم و قدراتهم و طريقة تعاملهم مع الآخرين ، لا أن يسلموا بالحظ و الواسطة ، و هذا الملتقى سيكون الحافز للانطلاق.‏

التميز للفوز بفرصة عمل‏

طارق قسيس و عبد الهادي حنيفة - إدارة أعمال – كان لهما رأي متشابه ، من حيث أهمية التحضير لدخول سوق العمل ، لأن الأمور تتجه للتعقيد أكثر و بات الحصول على عمل أمراً صعباً ، و خاصة في ظل الأزمة ، لذلك لابد من التميز عبر اتباع الدورات و الاطلاع على المبادرات و حضور ورشات العمل في عيادات العمل للاستفادة من المختصين و أصحاب الخبرة .‏

الابتعاد عن الطرق التقليدية بالبحث‏

محمد علاء قطيط – ماجستير إدارة أعمال – قال : بسبب الوضع الحالي أصبح الحصول على عمل صعباً جداً ، لذلك فنحن بحاجة لفرصة توعية للطريقة الأنسب للبحث عن عمل ، فقد اعتاد أغلبية الشباب الطريقة التقليدية بالتوجه لأكبر الشركات التي تطلب خبرة لا نملكها نحن كشباب ، و برأيي أنه ينبغي على الجامعات أن توفر فرصة للتدريب و امتلاك الخبرة لاختصار الوقت .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية