|
شؤون سياسية والآن وزير الداخلية الأميركي يعتبر أن المتطرفين الذين يقاتلون الدولة السورية باتوا يشكلون «مصدر قلق» للولايات المتحدة وأوروبا، وللسعودية، ولتركيا في الوقت الذي بات العالم يعلم أن الإرهاب هو أحد استراتيجيات النظام الامبريالي التي من بينها المخدرات، والتضليل الإعلامي، والخِسّة وتدمير المجتمعات، ليأخذ الأمور باتجاه تلبية مصالحه. و ما أكثر مقالات الصحافة الغربية المناهضة للإمبريالية التي تتحدث عن أن تنظيم القاعدة والاستخبارات الأميركية والأوروبية هما الشيء نفسه، والجذر الذي يغذيهما واحد، حتى إن وزيرة بلجيكية ( جويل ملكييه ) اعترفت أن القاعدة حليف الغرب غير المباشر، ولكن إذا ارتد هذا الإرهاب الذي صنعه بعض حكام الغرب بأيديهم ألا يشكل خطراً على المجتمعات الغربية؟!. وهذا ما أثبتته وقائع العدوان على سورية، فالقاعدة والسي آي إيه لهما الهدف ذاته، وكلاهما مستخدم حتى ضد الشعب الأميركي، الأول للتجسس على الشعب الأميركي، والثاني لجعله فزاعة للأميركيين، وبالأحرى استخدامه عند الطلب لصناعة ذرائع تشبه ذرائع 11/9/2001 من خلال الهجمات على برجي التجارة العالميين، ومهمته الأخرى أن يشن حروب واشنطن بالوكالة عنها، فهل يستطيع حقاً حكام واشنطن الاستمرار بالتشدق أنهم يحكمون ولايات متحدة، في الوقت الذي بات فيه العالم يدرك أنها تتحكم بها عصابة صغيرة تصنع الإرهاب في العالم وتتجسس على الشعب الأميركي، وتريد أن تظل مهيمنة على كل الولايات، فقد تنادت نحو 12 ولاية أميركية منها واشنطن وكاليفورنيا والميسيسيبي وآريزونا للمشاركة في قطع خدمات الماء والكهرباء عن منشآت وكالة الأمن القومي احتجاجاً على أنشطة التجسس التي تقوم بها الوكالة ضد الشعب الأميركي . إضافة إلى وعي الشعب الأميركي أخيراً أنه في الولايات المتحدة لا توجد صحافة حرة ومستقلة، فالصحفي الذي يريد نشر الحقيقة لن تلقى مقالاته طريقاً للنشر، والصحفي يأخذ مرتبه ليس لينشر آراءه، فعمل الصحافة هناك هو لتقويض الحقيقة، والكذب عنوان، فيجري تضليل الرأي العام لمصلحة القوى المالية التي تمسك بخيوط اللعبة من وراء الكواليس. وكل المواهب والملكات والإمكانيات الصحفية هي ملك للأغنياء. ويأتي تهرب حكام الدول التي دعمت قطعان الإرهابيين الأجانب في سورية، لنفض أيديها من المسؤولية، فكل على طريقته سيعاقب أو سيحرم كل إرهابي عائد من سورية من الجنسية، وهم الذين صنعوا هذا الوحش الذي قد يرتد عليهم بغيظه وعلى بلادهم، على طريقة مسخ فرانكشتاين، وفي كل الأحوال تبقى دول العدوان على سورية متفقة على زعم أن لا علاقة لها بتجنيد الجماعات المتطرفة التي تقتل الشعب السوري، والحديث دوماً عن معاناة إنسانية وعن أن الجيش العربي السوري هو سببها وحرف الأنظار عن دورها القذر، وكذلك من وصايا حلف التآمر المقدمة لكل أعوانه في الداخل والخارج وخاصة الأذرع ممن كانت مهمتهم دوماً رفع المعنويات المنهارة لمرتزقة الناتو أن يحثوهم على عدم التطرق في أحاديثهم عن الصراع العربي الصهيوني، والآن القاسم المشترك بين كل تلك الدول المعادية لسورية ألا يعود هؤلاء المرتزقة الإرهابيين أحياء إلى بلادهم، خوفاً من أن يرتكبون أعمال إرهابية في الدول ذاتها التي رعتهم. وكل تطورات التنصل من دعم الإرهاب في سورية جاءت على خلفيات الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري ومدى مقاومة الشعب السوري للعدوان الطويل الأمد على سورية، حيث تتوقع الدوائر الاستعمارية انهيارات سريعة لجموع الإرهابيين في سورية، الذين سمتهم واشنطن الجبهة الإسلامية للضحك على دافع الضرائب الأميركي للقول له إن حكامه لا يدعمون القاعدة. فأكذوبة أن الغرب لا يدعم الإرهاب لم تعد تنطلي على الشعوب، ولكن هذه الشعوب تخشى ارتداد الإرهاب عليها بعودة جموع الإرهابيون التكفيريين إلى بلادهم التي جاؤوا منها، أو أن يضربوا مصالح الدول ذاتها التي شغلتهم وجندتهم في أي مكان في العالم، لتظهر لدى حكام الغرب عقدة فرانكشتاين بالتخوف من المسخ الذي صنعوه حول العالم. |
|