|
اللاذقية والمتمثلة باستثمار حالة البحر ووجوده والعمل بأكبر قدر ممكن على إيجاد تسهيلات فعلية لوصول مريحٍ ورخيص التكاليف على مسابح بحرية، والمتمثلة أيضاً باستثمار وجود الطبيعة الجبلية الساحرة وتوجيه الأنظار إليها والاستمتاع بميزاتها وتراثها وتقاليد أهلها وإبراز أعلامها وشخصياتها وقلاعها، وتشجيع المستثمرين من أجل الخوض بتفكير جدّي لإقامة منشآتٍ سياحية تنعش المناطق الريفية الساحرة والغافية على أكتاف طبيعة خلاّبة، ومن هنا جاءت فكرة الأيام التي ستكون محور الحديث.
انطلاق الأيام بدأت في اللاذقية فعاليات ( أيام السياحة الريفيّة ) التي انطلقت منذ الأول من شهر أيار الجاري، وتستمر حتى نهاية الموسم السياحي والاصطيافي، وتُعوّل مديرية السياحة في اللاذقية على هذه الأيام الريفية بشكلٍ واسع في تنشيط الحركة السياحية وتشجيع السوريين على القيام برحلاتهم ونزهاتهم وحتى إقاماتهم الممكنة في المواقع التي تركز عليها هذه الفعاليات. تحضيرات مسبقة كما جرى استعداد آخر في إطار الترويج لهذه الأيام، عندما أقيمت في نيسان الماضي فعالية (ألحان وطن) في حديقة الأوقاف ضمن خطة مديرية السياحة لتنشيط السياحة الداخلية للعام 2015 تضمّنت مشاركة الهواة الشباب في تقديم الموسيقا الوطنية ومشاركة المجموعات الشبابية التطوعيّة في تقديم الأنشطة المختلفة، ومنها معرض المنتجات التراثية البدوية. أنماط سياحية جديدة مديرية السياحة في اللاذقية أوضحت للثورة أنه انطلاقاً من تفعيل وأهمية المحاور السياحية المصممة والمعتمدة بهدف الترويج للمقومات السياحية الموجودة على تلك المسارات متمثلة بمواقع الجذب السياحي المختلفة ( أثري وثقافي وبيئي وبحري وجبلي) بما يخدم تنشيط الحركة السياحية في المحافظة وتجاوز حدّة الموسمية بخلق فعاليات ونشاطات، واشتقاق أنماط سياحية جديدة تلبي أذواق ورغبات السياح والرواد وفق المتغيرات الاجتماعية والمادية، وانطلاقاً من هذه المعطيات جاءت فكرة ( أيام السياحة الريفية) وهي مجموعة من الفعاليات الترويجية التشاركية الإعلامية تقام في مواقع الجذب السياحي، على مسار القلاع، تشارك فيها فعاليات وشخصيات ومجموعات شبابية تطوعيّة، وقد جرى تحديد مواقع هي عبارة عن تجمّعاتٍ متقاربة للقرى ومواقع الجذب السياحي وذلك على مسار القلاع. مشاركة رسمية وشعبية واسعة وأوضحت مديرية السياحة أنه يشارك إلى جانبها في هذه الأيام الريفية محافظة اللاذقية، ومديرية دعم القرار والتخطيط الإقليمي، ودائرة آثار اللاذقية، بالإضافة إلى مجالس المدن والوحدات الإدارية المعنية، وفعاليات جماهيرية وشعبية، من كل منطقة مختارة، وبعض المنظمات الشعبية، وعدد من المجموعات الشبابية التطوعية الوطنية، ومجموعة من الفنانين التشكيليين والضوئيين، وجهات أخرى. أهداف ترويجية واستثمارية وأوضحت مصادر مديرية سياحة اللاذقية للثورة بأن الهدف المباشر من أيام السياحة الريفية يتمثل بالترويج للمنتج السياحي الريفي بكل أنواعه البيئي والتراثي والسياحي والأثري، ترويجاً سياحياً وإعلامياً، ونقل الصورة المشرقة من اللاذقية إلى العالم، أمّا الهدف غير المباشر فيتمثّل بالتأكيد على مبدأ التشاركية بين مؤسسات الدولة والقوى الوطنية الفاعلة في المجتمع المحلي والريفي، وتشجيع المستثمرين على الاستثمار السياحي في المنطقة وفق آلية مشتركة مع الجهات العامة والخاصة الراغبة بالاستثمار السياحي. إلى جانب هذا كله من المقرر أن تجري خلال تنفيذ الفعاليات المقترحة على كل محور من تلك المحاور زيارة عدد من بيوت أمهات الشهداء وتكريمهم وذويهم، والقيام بجولة في المواقع المختارة والتعرف على أهم ميزاتها التاريخية والبيئية والجغرافية والتراثية، والتعرّف على الصناعات الشعبية التراثية التي تشتهر بها المنطقة كالتنور التراثي، وزيت الخريج، والسوركة، والقريشة، وتذوّق المأكولات الشعبية، إضافة إلى فعاليات التراث اللامادي، ومنها الزجل، والشعر الشعبي والوطني وسواه مما تشتهر به كل منطقة، وكذلك فعاليات فنية تراثية، وأخرى استكشافية بيئية، وزيارة مواقع القلاع ومناطق الجذب المختلفة، الأثرية والبيئية والتراثية ومواقع طبيعية، ومواقع للتأمّل، والوقوف على متطلبات تأهيلها وافتتاحها للزيارة، كما تتضمّن الفعاليات زيارة أعلام المنطقة الفكرية والثقافية والترويج لها. أخيراً هذا الشكل الجديد للترويج والتشجيع السياحي سيكون له مفعوله الكبير على الأرض كفعلٍ سياحي وكقدرة على فتح الأبواب العريضة أمام استثمارات سياحية في أجمل المناطق الريفية التي لا تزال بكراً سياحياً، وهي مرشحة بذلك لأن تكون من أهم أماكن الجذب والارتياد، وهذا كله إن تمكنت مديرية سياحة اللاذقية من تنفيذ ( أيام السياحة الريفية ) بنجاح والتي بدأت فعلياً، وذلك بالشكل المُقدّر والمرسوم له، ونعتقد أنَّ هذا الأمر ممكنٌ جداً إن صحّت النوايا، التي لمسنا أنها كذلك، بل ومتلهّفة لمزيد من النجاح أيضاً. |
|