تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحق دائماً .. منتصر ..

مجتمع
الثلاثاء19-5-2015
فاطمة حسين

نرقب فجر الانتصار وهو ينسج بخيوط نور بطولات جيشنا العربي السوري ....بدءا من القلمون بتلاله الواسعة الجرداء وكهوفه التي كانت تمتلئ بجرذان الإرهاب ليتقوا فيها ضربات جنودنا البواسل النيرانية ...وقد بسط سيطرته الكاملة على القلمون وبهمة المقاومين معه .. لتعطي قلوبنا العطشى حفنة من الأمل والفرح عقب الهجمات العنيفة من قبل المجموعات الإرهابية الوهابية التكفيرية ...في الجبهة الشمالية والتي الآن تقاوم الإرهاب بسواعد رجالها الشجعان ...وبقلوب مفعمة بالإيمان وبان النصر قريب وهو من عند الله تعالى ...

هم يحاربون تلك المجموعات المستوحشة ...والمواطن السوري يحارب جشع وطمع التجار الذي يزداد يوما بعد يوم ...والذي يضيق الخناق حول المواطن رويدا.... رويدا ...فكلما تراءى لنا أننا سنرتاح قليلا من عناء الإرهاب يأتينا من الداخل إرهابا اشد قسوة وعنفا من قبل المتلاعبين والمتحكمين بالأسعار لترفع كل يوم والأكثر من ذلك إن المواطن يستعين بالمجمعات والمؤسسات الاستهلاكية لتامين حاجاته اليومية من مأكل ..ومشرب.... وملبس... ولكنه يقف مندهشا برفع أسعارها داخل تلك المؤسسات أيضا ليقوم التاجر بدوره و بكل ما يستطيع من قوة شراء تلك المواد ليضاعف أسعارها أضعافا..مضاعفة ...ولنجد أنفسنا بين ناري.. نار المؤسسات... ونار التجار.. ...مما يجبرنا على اخذ السلع بالأسعار التي يفرضوها علينا من خارج المؤسسات الاستهلاكية التابعة للدولة ...‏

لا ينقصنا إلا هؤلاء ....لترتسم أمام أعيننا مئات إشارات التعجب والاستفهام الموجهة إلى المعنيين...بكلمة واحدة ...لماذا؟.... فالمواطن يضع ثقته الكاملة في تلك المؤسسات ويشتري على أساس أن أسعارها تناسب جيبه ..ولكن الذي يحصل أن تلك المواد تشهد ارتفاعا كل يوم ولا يعرف ما الذي يحصل...؟ ...‏

فنحن نعلم إن الأزمة هي السبب ولكن ليست كلها من مخلفات الأزمة ..والدليل إن الأسعار في البداية بقيت على حالها تقريبا حوالي العامين وان ارتفعت أسعار بعض المواد فقد كان ارتفاعا طفيفا إلا إن الأسعار باتت تقفز قفزا بثلاثية واسعة لتحطم كل التوقعات ..وليبقى المواطن في حيرة من أمره إلى أين يتجه ...بالشكوى ..؟ ولاسيما إننا نسمع باستمرار عن مئات الضبوط والمخالفات بحق الذين يغشون...ولكن أين تصرف هذه المخالفات والضبوط ..؟ فالواقع لازال كما هو بلا أي تغيير ..؟.. الى متى سيبقى السوري يرزح تحت الضغوط المعيشية التي لا ترحم ..؟..وأين جهود المسئولين عن هذه الأوضاع المعيشية ليقوموا بكبح جموح الأسعار التي ترتفع ولا تنزل أبدا ...كل المستجدات التي تطرأ على الحياة السورية مرتبطة بعضها ببعض ...ولاشيء يفصل بينها فهي كالسلسلة متواصلة الحلقات ...فالميدان العسكري لا ينفصل عن الميدان الاقتصادي والأسعار . فالذي يعاني من الأسعار الجميع بدون استثناء ...فكما نرفع أيدينا بالدعاء بالنصر والحماية للجيش العربي السوري البطل ....نرفعها أيضا لحماية المواطنين السوريين من جشع وطمع التجار ...لينصرنا الله على كل من يحاول قطع الحياة عن المواطن ......فهو لا يختلف عن الإرهابيين في شيء في النهاية ...؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية