|
نافذة على حدث فعلى بعد عشرات الكيلومترات من جرود القلمون تقبع مراصد متطورة للكيان الصهيوني تراقب بعين قلقة وقلب واجف من مرتفعات الجولان المحتل تطورات المشهد المتسارع في هذه الجبهة، وتعلم تمام العلم أن الانتصار المؤكد الذي سيتحقق في هذه الجغرافيا سيستنسخ قريباً وقريباً جداً على جبهة الجولان، لأن المعركة الظرفية مع الإرهاب وأدواته التكفيرية في القاموس السوري هي جزء لا يتجزأ من المعركة الطويلة مع الصهاينة وإرهابهم، وهذا ما يفسر حالة القلق المتصاعدة في دوائر صنع القرار الصهيوني وفي إعلامه المتشنج. كما يمكن وبسهولة ملاحظة حالة الهستيريا والانفعال الغريزي التي ضربت قنوات التضليل العربية الداعمة للإرهاب، وجعلتها تحشد أبواقها الصفيقة للتقليل من حجم الانجازات المتحققة، وكيل الشتائم والاتهامات الرخيصة لمحور المقاومة ورموزه الوطنية، بحيث كان الصراخ والانفعال صدى مباشراً لانكسار وهزائم التكفيريين الذين فشلوا في تنفيذ الأجندة المرسومة لهم برغم الدعم والإمكانيات المتاحة أمامهم. ولأن الانجازات المتلاحقة في القلمون تقضّ مضجعهم، أطلقوا قطعان تكفيرهم وإرهابهم الداعشية باتجاه ذاكرة التاريخ العريق والأصيل «تدمر» لمحو رمزيتها في الوجدان السوري كتاريخ يقيس قوة الحضارة السورية في مواجهة الهمجية البدوية المتأتية بفعل النفط والدولار، كما صدرت الأوامر لبقية الشراذم التكفيرية على امتداد سورية للمشاغبة والتشويش بهدف نقل المعركة خارج حدودها وتأجيل موعد الحسم، الأمر الذي يؤشر إلى أهمية القلمون ورمزيتها. من المبكرالآن الحديث عن أهمية الانجازات التي تحققت في القلمون، ولكن الاهتمام الذي يوليه الأعداء لهذه المعركة يجعلها من أهم المعارك المصيرية في تقويض مشروع الإرهاب ودحر تنظيماته، ولا شك بأن الجيش والمقاومة يعون جيداً هذه الحقيقة ولن يفرطوا بها.. |
|