|
صفحة اولى وقال بوتين خلال اجتماع مكرس لمسائل الدفاع أمس: أود أن أجدد التأكيد على موقف روسيا الاتحادية، فإن روسيا مستعدة لتمديد معاهدة «ستارت-3» فورا، بأسرع ما يمكن وقبل نهاية العام الحالي، بدون أي شروط مسبقة، وأضاف: أقول ذلك بشكل رسمي لكي لا يكون هناك أي تفسير مزدوج لموقفنا. وشدد الرئيس بوتين على أن روسيا لا تسعى لإطلاق سباق التسلح ونشر الصواريخ في مناطق جديدة. وأعاد إلى الأذهان أن روسيا أعلنت من طرف واحد حظر نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، واقترحت على الولايات المتحدة والشركاء في أوروبا اتخاذ الخطوة ذاتها. من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الناتو يسعى إلى الهيمنة في العالم بأسره، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن لدى روسيا خيارات للرد على كل التهديدات من الحلف. وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده أمس عقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في براتيسلافا إن تبني الناتو خلال قمته في لندن أكبر ميزانية في تاريخه يدل بوضوح على سعي الحلف إلى الهيمنة في العالم برمته بما في ذلك الشرق الأوسط. وأضاف: لدينا رد على كل التهديدات التي ينشرها حلف شمال الأطلسي في العالم، بما في ذلك من خلال وصفه بشكل مباشر روسيا إلى جانب الصين هدفا لهذه التهديدات. وأوضح وزير الخارجية الروسي: نعرف كيف يجب الرد على هذه التهديدات بطريقة تتيح لنا عدم الانجرار في أي سباق تسلح لكن مع ضمان أمننا بأكبر ثقة ممكنة. كما شدد لافروف على أن روسيا ستأخذ بعين الاعتبار إعلان الناتو المجال الفضائي ساحة للعمليات العسكرية، على غرار الفضاء الإلكتروني، لافتا في هذا السياق إلى أن بلاده تتقدم بمبادرات من شأنها أن توحد الدول في مصالح الأمن المشترك. من جهته أكد نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي رشيد نورغالييف، أن إجراءات الولايات المتحدة في مجال الأسلحة تهدف لتدمير هيكلة الاستقرار الاستراتيجي وتحقيق الهيمنة العالمية ما يهدد كل البشرية. وقال نورغالييف في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية نشر أمس إن الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة لتدمير هيكل الاستقرار الاستراتيجي تهدف إلى رفع كل القيود الدولية القانونية المفروضة على القطاع العسكري الصناعي الأميركي. وأوضح نورغالييف أن هذه الخطوات تشمل انسحاب واشنطن من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتأجيج التوتر حول موضوع تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، الذي ينتهي سريانه في شباط 2021، ورفض المصادقة على اتفاق الحظر الشامل للتجارب النووية، والانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بتسوية قضية برنامج إيران النووي. وأضاف: نعتبر ذلك سعيا غير مسؤول للولايات المتحدة إلى تحقيق الهيمنة العالمية عن طريق رفع قدراتها العسكرية، مما يمثل خطرا مباشرا على البشرية برمتها. وشدد نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي على أن بلاده اتخذت كل الخطوات الممكنة من أجل الحفاظ على معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بما في ذلك المحاولات المتكررة لدفع الولايات المتحدة إلى حوار بناء وتقديم عدد من المبادرات، التي كان من شأن تطبيقها أن يتيح الاحتفاظ بهذا الاتفاق. وختم نورغالييف بدعوة كل أعضاء رابطة الدول المستقلة إلى «العمل صفا واحدا واتباع نهج متسق بهدف تقليص التداعيات السلبية من تصرفات الولايات المتحدة بأقصى درجة ممكنة. وبعد انسحاب واشنطن، يوم 2 آب 2019، من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، باتت النسخة الـ 3 من معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والتي أبرمت بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010، تمديدا للاتفاق الموقع عام 1991 في موسكو، تعتبر الصفقة العاملة الوحيدة بين الطرفين حول تقليص السلاح. وفي الوقت الذي أكدت فيه روسيا مرارا استعدادها لتمديد معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية مع الولايات المتحدة، لم تعرب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن رغبتها في ذلك، فيما دعا سيد البيت الأبيض إلى مفاوضات حول اتفاق ثلاثي أوسع بشأن الأسلحة النووية يضم الصين، التي رفضت بدورها هذه الفكرة. |
|