تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ومضــــات ممـــهورة بالحــب في ديــوان «فيــــض قــــلب»

ثقافة
الاثنين 9-12-2019
رنا بدري سلوم

كلُّ حرفٍ من قصائده نديم له، يخط منه حكاية طفل شقيّ، مازال يلهث خلف غزلان الشوك، عاشقاً يلم نجوم الهوى وينثر رشقات حب وشغف،

ليرتب ومضاته التي جزأها كموجات بحر معظمه كامل، لنبحر معه ممعنين النظر في زبدة الكلام ثم نعود عطاشى لكل ما تنضح شطوره بالحب.‏

ما يفيض به الشاعر «فرحان الخطيب» في ديوانه الثامن «فيض قلب» طباعة دار غانم للثقافة، من الحزن والوجد والانتماء والومض، لم يكن إلا بوح قوافٍ من شجر عتيق تجذر في محراب المنابر ولايزال يورق شعراً وألقاً، محاولاً هذه المرة أن يفاجئ قراءه بأن ينظم أبجدية الومضات التي اعتدنا على نفسها القصير ورويها المفقود، بأسلوبه الاحترافي فنظم الومضة قصيدة موزونة، لنجده بارعاً في نظمها وكأنه يضع إشارات مرور لمفردات المشاعر:‏

قيل ماتت قصيدة ذات شطر قلتُ عاشت قصيدةٌ وبحورُ‏

هي أمُّ وكلُّ تال وليدٌ واخضرارٌ قدْ برعمته الجذورُ‏

في حين يتساءل ويختصر الكلام في اختصار»:‏

من قال إن الشعر طول قصيدة فالشعر بيت قد يكون قصيدة ً‏

الشعر سهم للخيال مصوب يصطاد من قمم الجمال طريدةً‏

أو دمعة هطالة وقعت على أرج الورود مع الفراق شهيدةً‏

يطرز الخطيب بقصائده الحياة سندساً تارة والحزن تارة أخرى فحظي كل من ترك أثراً في وجدانه ورتل مفردات روحه بمكانة خاصة لن تمحوها سكرة الموت، مخصصاً للرثاء باباً أسماه ومضات من الحزن، اخترنا منه رثاءً للشاعر الشعبي نعمه العاقل في قصيدة «كالشجر العتيق»:‏

هرعت لقبرك ألفُ قافية همت وحنت كغيمات تسحُّ وتمطرُ‏

ورحلت، لم ترحل قصائدك الألى ستظل عما قد صدحت تخبرُ‏

هذا قصيدك باذخ يا صاحبي وقصيدتي إني أظن ، أثرثرُ‏

يعترف الشاعر الخطيب رغم ابداعاته التعبيرية ومقدرته اللغوية وبراعته في كتابة الشعر الموزون، أمام محراب القصيدة، بعجزه عن وصف وطن دامٍ هو بالنسبة له أم الشهادة والولادة، مهديا إياه قصيدة «وطني»‏

خجلٌ أنا ..أي القصائد أنشدُ وجراح سوريا لظىً تتنهدُ‏

وطني تيّبست القصيدة في فمي وكبت ولم تسعف قيامتها يدُ‏

وتعيش سوريا ونحن حماتها عاش السلام وعاش شعب أصيدُ‏

تغنى الشاعر ابن جبل العرب الأشم بجبل الريان وجاره ذاك الحقل الكريم الذي أحرقه الظلام الأسود، مشرعاً نوافذ الأمل لصباح جديد، يحمل الشعراء فيه سلاح كلمتهم حقاً وحقيقة.‏

في قصيدة «نبض السهل والجبل»:‏

درعا إخالك بعد الآن عازمةً على التحدي وجذَّ الحاقد الفدمِ‏

فأنتم السَّند الحمّال موجعةً أيام سلطانَ أجَّ العزم بالهِممِ‏

وجئت من جبل الريان بوح فمي يسندسُ الشعر في مغناك فابتسمي‏

وإن كان للوطن نبض فإن للمحبوبة عند الشاعر نبضين ونبعاً من الحب لن يجف، قاطعاً الخطيب «العهد» لها:‏

ما دمت حياً أنتِ قافيتي وبحور شعري حين أحترقُ‏

تبقين طول العمر أغنيتي وسفينتي لومسني غرق‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية