|
|
ثقافة وأمام المؤسسات الثقافية والتربوية فيها على نحو خاص.. فلم يعد من المعقول اليوم أن نعيد ماسمعناه، وما قرأناه ، مما قاله أو كتبه الذين سبقونا كثيرا أو قليلا ، ليس لأن ماقالوه أو ماكتبوه، أو ما وصلنا منهم بأشكال مختلفة خطأ ، بل لأننا نعيش زمنا وظروفا مختلفة كل الاختلاف عن ظروف من سبقنا.. ولا نستطيع أن ننكر اليوم أننا غالبا مانلجأ إلى إعادة إنتاج طرق التفكير التي وجدنا أنفسنا أمامها ، دون أن نجتهد في تطويرها ، كما فعلت وتفعل أمم كثيرة. كما لا نستطيع أن ننكر الخلل والتفكير غير السليم الذي يتسم به أغلب أفراد مجتمعاتنا ومؤسساتنا المعنية بالابتكار والابداع والثقافة والتعليم، لاسيما في علوم الاقتصاد والاجتماع وغيرها. وليس أدل على ذلك من واقع التعليم العالي في البلدان التربية عموما ، تعليم لايزال يعتمد أسلوب التلقين بدلا من التعليم التفاعلي ، القادر على انتاج أجيال قادرة على الابداع والابتكار في كل مجالات الحياة، ومنها - دون شك - أسلوب ونمط التفكير. لقد وقعت مجتمعاتنا العربية في مطبات وأفخاخ كثيرة، ولايمكن لأحد أن ينكر الحال الرديء الذي وصلنا إليه، ربما لأسباب كثيرة لسنا في صددها الآن، لكن سوء التفكير وآلياته وأساليبه يأتي على رأس هذه الأسباب. إن عجزنا عن انتاج آليات وطرائق التفكير السوي السليم، وتطوير أنظمة التعليم العالي على وجه الخصوص، تركت مجتمعاتنا لقمة سائغة لأنصاف المتعلمين وأنصاف المثقفين، وهم يصوغون رأي وقناعات الرأي العام وجموع المواطنين، دون أن نسلح المواطنين والأفراد في هذه المجتمعات بالمقدرة العقلية القادرة على الفهم والنقد والاختيار. لقد أصبح للتفكير الصحيح والسليم ، التفكير الإيجابي المنتج (بضم الميم) ، مدارسه وكتبه ، وعلومه وطرائقه ، مدارس ليست خاصة أو معنية بالمجتمعات الغربية ومناهج التفكير فيها ، بل هي مدارس إنسانية عامة تستخدم المنهج الإنساني العقلي ، وكل إنسان يستخدم عقله الاستخدام السليم والصحيح ، يمكنه أن يصل إلى منهج التفكير السليم. |
|
