|
أبجد هوز بدلاً من شخص آخر كان يمكن أن يكون هو الفائز لولا «خربطة» بالدور جعلته يندب حظه طوال حياته! في بلادنا مثلاً، فاز «أحدهم» ــ وهو بائع يانصيب ــ بالجائزة الكبرى ليانصيب معرض دمشق، ليس لأنه اشترى البطاقة الرابحة، بل لأنه تأخر في تسليم البطاقات المرتجعة، أما في حالتي ــ وأنا المتخصص بالخسائر على مدى ثلاثين عاماً ونيف من السحب المتواصل والدوري ــ فلا أحلم حتى بجائزة ترضية، ولا سيما أنني تسلمت منصب الوكيل العام «للنحس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا! في هذه الأيام تُباع بطاقات اليانصيب الخاصة برأس السنة وقيمة جائزته الكبرى 200 مليون ليرة وما أنا واثق منه هو أنني سأربح ثمن الورقة لأنني لن أشتريها أصلاً، وقد لفت نظري بالأمس أن البطاقة تباع بـ /3000/ ليرة سورية مع أنها مسعّرة بـ/ 2000/ ليرة فقط، ولا أستغرب إذا ارتفع سعرها ــ والتجارة شطارة وجشع ــ إلى /5000/ ليرة في الأيام التي تسبق السحب مباشرة، لأن الحماس والاندفاع والرغبة في تجريب الحظ سيبلغ ذروته في تلك اللحظة، وسيكون من نعم السماء على السوريين أن العجوز ماكينزي لا تعيش بينهم ــ وأرجو ألا يكون أحد أقاربها بيننا ــ لكيلا تفوز بجائزتنا الكبرى الوحيدة، على اعتبار أنها «متعودة دايماً» وأبواب الحظ مفتوحة أمامها على مصراعيها عكس كل السوريين أمثالي..! وبالطبع هذا لا يعني أن كل السوريين غير محظوظين، فإلى جانب المحظوظ الذي سيفوز بالجائزة هناك محظوظون آخرون، وهم أولئك الذين سيربحون بالبطاقة الواحدة بين 1000 و3000 ليرة خلال أقل من شهر، على عين الوزارة المشغولة بتفحّص جاهزية الدواليب.. ويا «دواليب الحظ دوري»!!. |
|