تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بدعـــة اجتماعيـــة ... بلبــوس ديمقراطــي غربـــي ..؟!!

مجتمع
الجمعة 16-5-2014
غصون سليمان

استمات الغرب أو مايسمى الدول الأوروبية ولعشرات السنين بترويج بضاعة مزيفة لمفهوم وشعار «مصطلح الديمقراطية»لدرجةأنها أصبحت بدعة البدع طالما هدفها العميق والمغلف بسيلوفان السياسة هو اقتحام معابر البلدان وخصوصيات الشعوب و«والتلصلص» على حرماتها واغتصاب عفتها وخدش حيائها وابتزاز كرامتها وتشويه صورتها واستلاب مقدراتها واستغلال جميع مكوناتها..؟

عشرات السنين وهذا الغرب يطرق بحديده وحجارته جدران الديمقراطية خارج حدوده وأسوار بلدانه بمايجعله متطفلاً بطريقة مخزية الى حد البشاعة، مستغلاً عواطف الشعوب وضمائرها متنكراً لتاريخها وحياتها، ومستهتراً بتضحيات أبنائها ونضالهم المستمر للحفاظ على السيادة والقرار المستقر والعيش الكريم..‏

بالأمس القريب احتفلت سورية بذكرى عيدالشهداء وقبلها بعيد الجلاء ذكرى طرد آخر جندي فرنسي مستعمر عن أرض الوطن، حيث أنهى الثوار والمجاهدون بتعاضد وتعاون وبسالة ووطنية رجالات الاستقلال على كامل أرض الوطن، فكرة وأمنية فعل التقسيم وخريطة الديمقراطية المرسومة وفق منهج المصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لحلم الغرب وأفكاره الهدّامة.‏

جميعنا درس في كتب التاريخ الأسباب المباشرة وغير المباشرة لأهداف التدخل الغربي في شؤون البلاد والعباد وخارج حدودهم ولاسيما منطقتنا العربية، مطلقين شراع الاستباحة تحت عناوين ولافتات تخبئ في حروفها بين سطورها سموم الطموح لقطف ثمار الهدف..‏

ومامفردات الحرية والديمقراطية والتمدن والتحضر والتقدم سوى بهارات فاسدة ومساحيق مزيفة ومعدن ليس بأصيل وجوهر يلمع كالسراب.. لاشيء مليء بالأفعال سوى القتل والتدمير وصناعة الموت عن طريق التدخل السريع وشركات الأمن المتعددة الجنسيات، حتى أصبح الموت لشعوبنا وأبنائنا معولماً على الطريقة الرجعية العربية كما الطعام والشراب والموضة والاعلانات التجارية والماركات العالمية ..‏

إنها قبضة الديمقراطية الغربية الحقيرة التي قهرت الكثير من شعوب الأرض وشتت شملهم وأعادتهم الى عصور الجاهلية..‏

فهذه أفغانستان تفوح منها عصبية الديمقراطية وتلك ليبيا الغارقة في فصول الجريمة وصعود منطق القبلية والأخذ بالثارات، وهذا السودان البلد العربي الافريقي الذي لاينام على سكون الانفصال، إلا بهدر الدماء يومياً..‏

واليمن الذي يطارد الموت أبناءه في كل البلدات والأحياء..‏

فيما تونس ومصر تشتعلان نفاقاً وكذباً بشعارات ديمقراطية.‏

«الإخوان المسلمين» المدعومة صهيونياً وأميركياً وأوروبياً وخليجياً.‏

أما في لبنان فقد أذهبت ديمقراطية التمذهب والتعصب ريح الاستقرار والشعور بالأمان وتعزيز منطق الطائفية والمناطقية والولاءات السياسية والدينية.. كل ذلك باسم الحرية والديمقراطية هذه البدعة الخبيثة وقس على ذلك حصول الكثير من التشرذم في أصقاع الأرض الأخرى الخاضعة لشهوات النفوذ الغربي.‏

هنا اللغز‏

وإذا ما أتينا إلى سورية العربية بلد اللغز والتفاصيل.. بلد صناعة الحرف ولغة الحياة.. نجد أن مفهوم الديمقراطية الغربية الوافد إلى منطقنا وسلوك حياتنا وطقوسنا وعاداتنا.. هو بمثابة مرضٍ معدِ استغرق طويلاً في البحث والتدقيق والتمعن في المختبرات الصحية ومراكز الاستخبارات الأمنية الغربية كي يجدوا الصيغة المناسبة لاقتحام وعينا الجمعي عن طريق المباغتة، سالكين بذلك أنفاق العمالة ودهاليز الإرهاب والجاسوسية.. وأنفاق اللصوصية وشراء الذمم واستغلال ضعاف النفوس، وصرف المليارات من الدولارات لأن تسويق ديمقراطيتهم في سورية يحتاج إلى جهود خاصة وتكتيك عالي الدقة لأنهم يدركون جيداً أنّ بلاداً عمرها آلاف السنين من الحضارة والمدنية والتنوع الثقافي والاجتماعي والفكري والعلمي لا تحتاج إلى ديمقراطية وافدة هزيلة بمعناها الاستعماري من بلدان لا يتجاوز عمر بعضها مئات من السنين وقد بنت عرشها على دماء الآلاف من سكانها الأصليين من الهنود الحمر وغيرهم.‏

لذلك كله فقد تعثر مشروع الديمقراطية الغربية وعلى الطريقة الرجعية العربية مروره في سورية وعبر خريطتهاالفسيفسائية.. رغم استخدام كل شعارات التحريض والتحريف والدجل والكذب، وكل ألوان المجون والفجور والعهر السياسي والأخلاقي، وما أفلحوا في تحقيق أمانيهم ورغباتهم.. وإن كنا قد خسرنا الكثير من الحجر والشجر والبشر.. تضحيات السوريين فاقت حدّ التصور..‏

لأنّ بلد المؤسسات والقانون.. بدءاً من رياض الأطفال.. إلى قبة البرلمان ومجلس الوزراء.. وترفّع الشعب عن كل إثارة همجية...‏

وقضائه على كل فتنة مذهبية.. ما هي إلاّ شكل من أجمل أشكال الديمقراطية وأرقاها وأحلاها تتناغم مع حرية الأديان والأحلام والمعتقدات كل ذلك تحت سقف الوطن حيث هوية المرء وديمقراطية وجوده وحرية أمنه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية