تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وحدها الشمسُ تقترب من شموخ الشعب العربي السوري

شباب
الجمعة 16-5-2014
غـانـم مـحـمـد

هو يوم من أيام الوطن، الجمعة 9 أيار 2014 وفيه زارت الشمسُ من جديد أحياء مدينة حمص القديمة بعد أن حجبها دخان الحقد الأسود لأكثر من سنتين ونصف، وعاد أحبتنا في مدينة ابن الوليد إلى منازلهم وكان الصوت واحداً: سنعيد إعمار ما هدّمه الإرهاب وسنشبك الأيادي لتبقى سورية منارة الشرق وعنوان سحره..

منذ أن بدأت محاولات المصالحة في حمص كنتُ على تواصل مع أحد أعضاء لجان المصالحة هناك بشكل شبه يومي وكان ينقل لي صعوبة ما تنجزه هذه اللجان والصبر الكبير الذي تحلّت به وهي تقنع من فقدَ حبيباً أو فارق مكاناً بالثمار الوطنية الكبيرة التي ستجنيها هذه المصالحة ولكنه كان متأكداً من الوصول إلى هذه النتيجة الإيجابية وكنتُ أستخلص من بين مفردات حديثه حقيقةً لم نشكّ بها يوماً وملخصها أن السوري لا يمكن أن يكون عدواً للسوري لو لم يقع تحت تأثيرات خارجية أكبر من قدرته على فهمها أو استيعابها وهو ما كنّا نتحدث به منذ الأيام الأولى لما يحدث في سورية والقاسم المشترك الذي التقى عنده الكثيرون ولكن أيادي الشيطان الرجيم امتدت في النسيج السوري فأوهنت بعض أعضائه لفترة وها هو الجسد السوري من درعا إلى حلب ومن البحر إلى الفرات يتعافى ويعود قوياً متماسكاً بفضلٍ من رب العالمين وبتضحيات جسام دفعها أبناء الشعب السوري بأرواحهم وممتلكاتهم وأمنهم وأمانهم وبملاحم بطولية سطّرها ميامين الجيش العربي السوري وبفريق وطني قيادي عرف قيمة سورية ودافع عن هذه القيمة ورفض أي نوع من أنواع الإذعان أو المساومة أو الشكّ لحظةً بانتصار سورية، هذا الفريق الوطني المخلص الذي عمل بقيادة وإشراف القائد الاستثنائي السيد الرئيس بشار الأسد قدّم للعالم بأسره ما معنى أن تكون القيادة معبرةً عن الشعب لا حاكمة له أو مستعبدة له وهذا الأمر هو ما أعطى قيادتنا قوتها وثبات مواقفها فكان هذا النصر الكبير على قوى الشرّ في العالم..‏

سورية انتصرت منذ اليوم الأول لمحاولة الغرب زعزعة وجودها واستقرارها بانحياز الغالبية العظمى من أبنائها لانتمائهم السيادي وعدم قدرة أدوات الإجرام التأثير على قناعات ومواقف السوريين فكان أن قرر الغرب وذيوله من العرب معاقبة هذا الشعب على قراره الوطني فكثرت المجازر وزاد التخريب وبثّوا الفوضى في كل مكان علّ البعض يتخلّى عن وطنه فما زاد هذا الوضع السوريين إلا تمسكاً ببلدهم واستعداداً للتضحية في سبيله، ولا نستعيد هنا ما بات من المسلمات لدى السوريين ولكن نضعه كمقدمة للتذكير بأنه وبعد أن سقط الإرهاب سقوطاً مذلاً في سورية على السوريين أن يثبتوا للدنيا بأسرها أن ما يريدونه سيكون بإذن الله والاستحقاق الدستوري القادم المتمثل بانتخاب رئيساً للجمهورية العربية السورية يعادل في أهميته السيادية ما دافعنا عنه كل السنوات الماضية، والمسألة هنا لا تتعلّق بشخص الرئيس وإنما بمقام رئاسة الجمهورية العربية السورية وبتمسّك بدستور جديد وقانون انتخابي وافق عليه السوريون، أي أن السوريين مطالبون يوم الثالث من حزيران القادم أن يدافعوا عن قرارهم من خلال المشاركة بتنفيذ هذا القرار بأوسع ما تكون المشاركة، وبأكبر ما يكون الوعي وبأنضج ما يكون الاختيار، ولنتذكّر منذ الآن أن هناك من أعدَّ منذ اليوم بيان التشكيك بالانتخابات القادمة وعرضه على مخابرات الغرب ومراكز أبحاثهم ليتمّ اعتماده وبعد دقائق قليلة من صدور نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة ستتسابق قنوات الشرك بالله وبالعروبة إلى تلقّف هذه البيانات وإعادة بثّها وتجميع «المفكرين مسبقي الدفع» في استوديوهاتها لاستحضار ما تفتّقت عنه قريحتهم المرهونة لمن يدفع لهم و..‏

عندما شاهدتُ على إحدى شاشاتنا الوطنية سيدة من حي الحميدية في حمص وهي تؤكد أنها لم تتناول سوى الأعشاب خلال ثلاثة أشهر ونيّف قبل إخراج الإرهابيين الذين نهبوا بيتها وزادها كما قالت لم أفاجأ لأن السوريين يأكلون التراب ولا يتخلون عن وطنهم أو عن إيمانهم وهي رسالة لا تحتاج الشرح لكل من يشكك بحبنا لسورية أرضاً وشعباً وجيشاً وقيادة ورسالة حضارية وإنسانية وشموخاً وحدها الشمس تقترب من وهجه..‏

نعم لسورية القوية المتماسكة، ونعم لمن يحافظ على سورية ويكون وفياً لدماء الشهداء ولتضحيات الشعب وللتراب المعمّد بالدم الطاهر..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية