|
سانا- الثورة كالعادة على المعاناة والاوضاع الانسانية في سورية هذا ما خرجت به جوقة أعداء سورية التي اجتمعت أمس في لندن عبر بيان قصير لخص العدوانية التي تقوم بها هذه الدول منذ ما يقارب الاربع سنوات ضد سورية وشعبها لمنع أي حل سياسي أو ديمقراطي يقول فيه السوريون كلمتهم ويؤكد قدرتهم على تجاوز الازمة. حملة جوقة أعداء سورية الذين يسمون أنفسهم الاصدقاء تركزت في هذا الاجتماع على مسالة الانتخابات الرئاسية وسير الدولة السورية إلى انجازها في مواعيدها الدستورية فانبرى بداية وزير خارجية بريطانيا الاستعمارية وليم هيغ للتعبير عن تنديده باجراء هذه الانتخابات في حزيران القادم معتبرا أن هذا الامر يتنافي مع بيان جنيف اضافة إلى أن ملايين السوريين لن يتمكنوا من المشاركة فيها متناسيا أن فرنسا والمانيا منعتا مشاركة السوريين على أراضيهما في هذه الانتخابات فيما تواصل بلاده مع الولايات المتحدة محاولات افشال عملية الانتخاب والتي تجمع كل قوانين ودساتير العالم على أنها هي مبدأ الديمقراطية. تحريض هيغ الذي تحدث بلسان جوقة الاعداء لافشال الانتخابات الرئاسية في سورية تجلى بشكل واضح من خلال دعوة ما أسماه المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بهذه الانتخابات والسير مع ما اتخذته بلاده والولايات المتحدة والجامعة العربية بهذا الشأن مؤكدا في الوقت ذاته اتفاق جوقة أعداء الشعب السوري على اتخاذ التدابير الموحدة من خلال استراتيجية فعالة لزيادة المساعدات للمعارضة ومجموعاتها. وأعلن هيغ الذي تجاهل كل جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة واتهم كالعادة الحكومة السورية بالمسؤولية عما يحصل أن بلاده ستمنح ثلاثين مليون جنيه كمساعدات عملية لمساعدة المعارضة مع تعزيز وضع مكتبها الخاص في بريطانيا لتعزيز ما أسماه الشراكة مشيرا إلى أن بريطانيا خصصت 76 مليون جنيه لهذه العمليات. ولا يخفي هيغ في كل مقابلاته الصحفية رغبته في القيام بما تقوم به الولايات المتحدة من مد المسلحين في سورية بالاسلحة لقتل الشعب السوري اذ غالبا ما يعبر عن هذه الرغبة والتي كان اخرها في مقابلته مع قناة «بي بي سي» نيوز حيث قالها صراحة نود أن يكون بإمكاننا القيام بذلك وهناك فرصة كبيرة تمكننا من القيام به. هيغ الذي سأله أحد الصحفيين عن ممارسة بريطانيا للمراوغة السياسية ولاسيما مع الحديث عن جماعات من المعارضة تحصل على سلاح أكثر تقدما رغم أن هذا الامر كان مرفوضا في بريطانيا حاول وزير الخارجية البريطاني الالتفاف على السؤال من خلال الاجابة أن المساعدة البريطانية ليست مساعدة بالسلاح بل هي مساعدات بالمواد غير القتالية أما ما عدا ذلك فيجب سؤال وزير الخارجية الامريكي عن المساعدات التي تقدمها بلاده متجاهلا أن الجميع بات يعرف ماذا تعني جملة المساعدات غير القتالية التي ترسل إلى سورية لدى دول الاستعمار القديم الجديد. هيغ الذي سأله صحفي آخر عن اعلان الافلاس بالنسبة للسياسة الخارجية البريطانية فيما يتعلق بسورية وهل تمت مناقشة وجود جماعات مثل داعش والنصرة وكيف ستتعامل معها بريطانيا عاد للنفاق الذي يتبعه نظيره الامريكي بهذا الموضوع حيث بدأ بالتفريق بين جماعات إرهابية معتدلة وأخرى متشددة معتبرا أن الدعم سيكون للمعارضة المعتدلة وذلك لمواجهة التطرف بعد أن مر بشكل سريع على أنه تم الحديث عن زيادة التنسيق في متابعة وملاحقة المقاتلين الاجانب الذين يذهبون إلى سورية وانتشار التطرف والإرهاب في المنطقة رغم معرفة الجميع أن عشرات الاف الإرهابيين التابعين للقاعدة في سورية من بينهم الاف الاوروبيين ومئات البريطانيين هم من يقاتلون أمس الدولة والشعب في سورية. وكالعادة مرر هيغ عبارات الحل السياسي وضرورته، إذ أكد أن الحل الدبلوماسي هو الحل الوحيد وليس هناك نصر عسكري للازمة في سورية دون نسيان التعهد بتعزيز المساعدات الانسانية والعمل من أجل مواجهة الازمة السورية التي تعتبر متجهة نحو المزيد من التداعيات حسب رأيه. بدوره كرر وزير الخارجية الامريكي جون كيري محاولاته للضغط لتعطيل استحقاق الانتخابات الرئاسية في سورية عبر وصفه لهذه الانتخابات بغير الشرعية منصبا نفسه ناطقا باسم الشعب السوري معتبرا أن الانتخابات التي ستجري في سورية لن تغير من موقع القيادة السورية الحالية بالنسبة للولايات المتحدة. كيري المعروف بمراوغته ونفاقه الشديدين أعلن أنه سيتم تعزيز الجهود المبذولة لدعم المعارضة من أجل تحقيق حل سياسي سلمي للازمة في سورية مبينا أن سيتم في اقرب وقت ممكن وضع خطوات محددة سوف يتم اتخاذها من أجل أن يكون لهذا العمل وقع أكبر على الارض ليكون السؤال هنا كيف يكون الحرص على تحقيق حل سياسي للازمة وما الحاجة للسلاح عند توفر النية لهذا النوع من الحلول. ورغم أن كيري كرر التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للازمة دون وجود أي سبيل اخر لحلها الا أنه عاد للتناقض من جديد حين أشار إلى انه تم الاتفاق على تعزيز كل أوجه المساعدات التي يجب أن تقدم لدعم المعارضة لتصبح أكثر فاعلية لافتا في الوقت ذاته إلى أن دول أصدقاء سورية ستقوم بزيادة حجم المساعدات غير القتالية للمعارضة السورية. واعترف كيري بدعم بلاده المجموعات الإرهابية المسلحة المسماة الجيش الحر وأن هذا الدعم بات أكثر تنسيقا مما كان عليه في الفترة السابقة مجددا التزام الولايات المتحدة بمساعدة تلك المجموعات ومنحها المزيد من الامكانات على مستويات مختلفة. |
|