تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اللغة الإبداعية في المســرح.. هل تغيرت..

ثقافة
الأربعاء 26-11-2014
آنا عزيز الخضر

هل كان المسرح السوري كسائر القطاعات الأخرى في المجتمع قد تأثر بالأزمة التي يعيشها الوطن، بالرغم من كونه مستمراً في عطائه، فهو عمل إبداعي،

يفترض أن تتوافر له مجموعة من العوامل صادرتها الأزمة، وكانت سبباً في فقدانها، بدءاً من الظروف الأمنية كما الأجواء المعنوية وغيرها، فالحالة العامة يعيشها العاملون في المجال المسرحي كغيرهم من أبناء مجتمعهم، وقد أرخت الأزمة بأعبائها الواسعة على الجميع، فهل تغيرت لغة المسرح الإبداعية بتأثير هذه الظروف..؟‏

وكيف تجلى ذلك..؟ سألنا أكثر من مبدع في المجال المسرحي حول تغير اللغة الإبداعية، وكان الحديث في البداية مع الفنان المسرحي (مأمون الخطيب) الذي أخرج العديد من العروض خلال الفترة الأخيرة فقال:‏

تغيرت اللغة الإبداعية في المسرح، وفي كل الفنون، فهي تحاول مواكبة الحدث الكبير، الذي يحدث في سورية والتغيرات المعيشية والسكانية، وكل ما طرأ على حياة الناس ويطرأ، تغيرت معها قضية الإبداع بشكل عام، كما هو آليات التعامل معه، وقد أصبح العمل الإبداعي محكوماً بشروط أقسى بكثير بسبب الأحداث الراهنة، وبسبب تأثر العاملين في المجال الإبداعي أيضاً، وهم باتوا محكومين بشروط صعبة، كما أنه تراجع عدد العاملين في المسرح، رغم أن هناك من يحاول العمل والاستمرار فيه رغم كل الظروف، فخرجت للنور أعمال كثيرة، كما خرجت تجارب تتحدى هذه الظروف مثل مشروع حرف المسرحي، والذي يقدم بشكل دائم القراءات المسرحية كعروض لم تتوقف، فالمسرح إبداع يوصل رسائل مهمة للناس، ويكشف التخلف والكثير من القضايا، لكن حتماً الطريقة الإبداعية قد تغيرت عن السابق، بسبب شروط الإبداع، وقد رأينا ظهور حالات إبداعية في الأدب والشعر والموسيقا، والمسرح لم يتوقف أبداً، وإن تغيرت طبيعة آليات التعاطي فيه، وقد استمر المسرح في سورية بالرغم من كل شيء، وإن انخفض عدد العاملين فيه من ممثلين ومخرجين، إذ تركت الأزمة أثرها على المسرح في طرح القضايا المسرحية ومعالجة الأوضاع، وتغيرت كي تلامس الواقع بطريقة أو بأخرى.‏

أما الفنان (يوسف المقبل) المسرحي المعروف قال: لابد للغة الإبداعية أن تتغير، فهي على ارتباط وثيق بواقعها على الدوام، فالأحداث الكبرى التي تعرضت لها البشرية كالحربين العالميتين الأولى والثانية، أفرزت أدبها وفنها، ولكن بعد زمن من انتهاء الحربين... فإذا أردنا أن نتحدث عمّا يجري في بلدنا سورية من حرب اعتبرها حرباً عالمية ثالثة، فإن أي محاولة لعكس ما يجري من خلال الأدب والفن والمسرح على وجه الخصوص، سيكون قاصراً برأيي عن الإحاطة بكل تفاصيل الحدث، وسيكون عبارة عن ردة فعل غير حقيقية، وغالباً ما ستكون مباشرة، وإذا استعرضنا ما قدم على مسارحنا من عروض مسرحية حاولت التعرض للأزمة بشكل مباشر، جاء بعضها بالشكل المباشر، وتناولت ما يجري دون الغوص في عمق الحدث، وإن طرحت المعاناة الكبرى ولامستها، وهي عروض للمسرح القومي، بينما جاءت بعض العروض معبرة أكثر دون التعرض بشكل مباشر ومحاولة التصدي لموضوع الحرب (الأزمة)، فوجدناها أكثر مصداقية، وقاربت الحد من خلال نصوص موجودة أساساً قبل الأزمة (الحرب)، مثل (طبق الأصل)(المرود والمكحلة) (تقاسيم على درب الآلام) (عن الحرب وأشياء أخرى) وكلها من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا أيضاً، أعتقد أننا بحاجة إلى نصوص أكثرعمقاً وتعبيراً عن هذه الحرب القذرة التي تشن على سورية.. منطلقين من جذور المشكلة والحقد الدفين للوهابية التكفيرية على الإسلام، وخاصة إسلام بلاد الشام هذا رأي خاص وغير ملزم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية