تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذكرى ... في ذكرى رحيله..ســـــيرة اســـــــتعادية لإبــــــداع غــــــازي الخالــدي

دائرة الثقافة
ثقافة
الاثنين2-12-2019
واحد من أشهر الفنانين العرب, ممن كان اللون والحرف معا يشكلان سمفونية اللوحة, ما تركه الراحل غازي الخالدي من إبداع يدل على أن الموهبة لاتقف عند لون واحد, بل تتعانق فيها الفنون

كافة كما هي في سيرته الابداعية التي تدل الثراء والتجربة الكبيرة التي استطاعت أن تستفيد من كل ما حولها, غازي الخالدي وبمناسبة ذكرى رحيله الثالثة عشرة وإقامة ملتقى غازي الخالدي للفنون بمناسبة يوم الثقافة الذي بدأت فعالياته منذ عدة أيام, نقف عند استعادة لبعض محطات حياته, والوان العطاء التي قدمها.‏

تجد سيرة الفنان الخالدي بكل المواقع التي تقيم عظماء سورية، في الثقافة والفن والعطاء, فالخالدي عبر رحلته حياته كان دائم الحضور في المشهد الثقافي بكل الوانه.‏

بدايات‏

ولد بدمشق, درس الابتدائيّة في مدرسة (عمر بن عبد العزيز) في الجسر الأبيض بدمشق ثم انتقل إلى مدرسة معاوية في المرجة وتخرج عام 1947, ثم تابع دراسته الإعداديّة في ثانويّة التجهيز الأولى للبنين (ثانويّة جودت الهاشمي فيما بعد) وحصل على شهادة الكفاءة عام 1953.‏

ثم انتقل ثانية إلى ثانويّة أمية حيث قدم (الثانويّة العامة) باختصاص فرع آداب ولغات وكان هذا النّظام مستحدثاً لأول مرة, حصل على شهادة (البكالوريا) الثانويّة العامة عام 1957.‏

أول من شجعه واهتم بفنّه منذ كان طفلاً والدته السيّدة (فطنت زنبركجي) فقد أقامت له أوّل معرض لأعماله في (16 آذار 1950) في البيت في الحريقة شارع بن خلدون.‏

حضر المعرض من الفنانين والزملاء (محمود جلال، صلاح الناشف، عيد يعقوبي، حتمل، صبحي المارديني، محمد العاقل، أحمد جفان، قصي عزاوي، عزيز شكري، محمد سلطي، رياض الأبرش، قتيبة الشّهابي)... والطريف أنّه تمّ على مرحلتين.‏

شجّعه خاله الفنان مهندس الديكور (فريد زنبركجي) وأحضر له من مدريد أوّل علبة رسم كبيرة للألوان الزيتيّة, وتبرع له بإطار أنيق من الخشب لأوّل لوحاته الزيتيّة، وذلك في عام 1950 وبدأ يكلفه بلوحات ورسوم, وكان الخالدي يتردد على مرسم خاله باستمرار، وصار يعرض عليه كل رسومه الواحدة بعد الأخرى، ويستمع بكل اهتمام لملاحظاته.‏

في ثانويّة التجهيز الأولى للبنين تتلمذ على يد مجموعة من الفنانين, أهمهم (عبد الوهاب أبو السعود) اهتم بهوشجّعه, وكان الخالدي معجبا به كل الإعجاب خاصة وأن (أبو السعود) كان شاعراً، وكاتباً، ومخرجاً مسرحياً، وكان قوي الشخصيّة صريح الكلمة, جريء في وجه المستعمر، وطنيّ له مغامرات مع الجنود الفرنسيين قبل عام 1946 وكانت دائماً حديثه في جلساته مع طلابه، كما قام بتدريسه الرسم الفنان (رشاد قصيباتي).‏

وفي نهاية عام 1957 سافر إلى مصر بدعم من والدته حيث اشترك في مسابقة الدخول إلى كليّة الفنون الجميلة بالقاهرة, وكان الأول على جميع المنتسبين إلى الكليّة، فمنح جائزة التفوق لمدة خمس سنوات من وزير التعليم العالي في مصر آنذاك (كمال الدّين حسين) وفرح به والده وازداد حماسة لرعاية ابنه وتأمين مصروفه الشهري مهما كانت الظروف الماديّة صعبة عليه, تخصص في قسم التصوير الزيتي ودرس على يد الفنانين: حسين بيكار, عبد العزيز درويش, عز الدين حمودة, ممدوح عمار, عبد الهادي الجزار, حسني البناني.‏

تخرج عام 1962 وعاد إلى القطر وكان أسوأ وأقسى خبر واجهه هو وفاة والده لأنه كان يحرص أن يرد له بعض جميله عليه ولم يستطع, ولم يبحث عن وظيفة خلال سنة كاملة رغبة في استكمال الدراسة العليا, وقدم إلى مسابقة إيفاد إلى لندن للدراسات العليا وتقدم معه لنفس المسابقة: هشام المعلم ويوسف الأيوبي ونجح الثلاثة, وبُلِّغ نجاحه رسمياً وخطياً وكان ترتيبه الأول, وفجأة ومن دون أن يعرف السبب أوفد المعلم والأيوبي إلى لندن.‏

عمل مدرساً للرسم في ثانوية (عبد الكريم الخطابي بدمشق, وثانوية التل للبنين) ثم وجد عملاً في وزارة الثقافة، في مديريّة الفنون في الوزارة، وكان أول مدير لها د.عفيف بهنسي ثم نجاة قصاب حسن.‏

كلفته الوزارة بتأسيس مركز الفنون التطبيقيّة بدمشق عام 1963 وأحدث المركز فعلاً وأصبح الخالدي مديراً له.‏

وافتتح أبوابه للمواطنين لأول مرة في القطر, وضم خيرة الخبرات الفنية والأساتذة الاختصاصيين في مجالات الفنون التطبيقيّة والصناعات اليدويّة المرتبطة بالتراث ومن المدرسين: محمود حماد, أدهم إسماعيل, الياس زيات, بشير الخياط, ياسين الشوا, وعربي الشلبي, ومحمد طالو, ومحمود نقشبندي... ثم درس فيه الأيوبي بعد عودته من لندن, وكان الخالدي يدير المركز ويدرس فيه مادة فن الإعلان وتاريخ الفن, وكان ذلك من 25/7/1963 ولغاية 15/9/1968 حيث نقل إلى مديريّة الفنون الجميلة ووضع تحت تصرفها.‏

ميدان الأدب‏

شجعه في مجال النشاط الأدبي أستاذ الأدب العربي في ثانوية التجهيز الأولى الشاعر والأستاذ عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وأفسح له المجال مع زميله ماجد شبل للاشتراك في برنامج إذاعي أسبوعي يقدم للأطفال من قبل أبو سلمى فقدما معاًَ هذا البرنامج باسم (السميران) لمدة سنة كاملة.‏

شارك الخالدي بنفس هذه الفترة, فترة الدراسة في بداية الخمسينات في برنامج إذاعي للطلبة كان يعدَه الأستاذ عصام حمَاد ويشاركه الطلبة منهم (عبد الهادي البكَار, محمد علي الحلبي, عادل قزيها, مروان حداد, عادل قره جولي, محمود جبر ورياض ديار بكروغيرهم).‏

في القصة القصيرة‏

نشر الخالدي مجموعة قصص قصيرة أولها بعنوان: ذات الرّداء البنفسجي نشرت عام 1951 في جريدة الحضارة في صفحة رسالة الطلاب, وكان صديقه في القصة في ذلك الوقت (اسكندر لوقا).‏

ثم تعرف الخالدي إلى الأستاذ سعيد الجزائري (عن طريق نصر الدين البحرة) وياسين رفاعية وعادل أبو شنب وشوقي بغدادي وسعيد حورانية وعبدالله عويشق وأحمد الغفري وجان أليكسان, فشجعه الأستاذ الجزائري بصفته كان يرأس تحرير جريدة النقاد الأسبوعية، وقد لعبت هذه الجريدة دوراً هاماً في تقديم الكتّاب الشباب في ذلك الوقت.‏

ونشر مجموعة من القصص في هذه الجريدة, كما نشر في مصر عندما كان طالباً في كلية الفنون قصص أخرى في صحف الشعب /المساء /الجمهورية.‏

ساهم في تأسيس (رابطة عشاق الأدب) عام 1951 وكان مكتبها التنفيذي من ماجد شبل رئيس وديعة مسلم الحافظ نائبة للرئيس وغازي الخالدي أمين للسر وأحمد جفان أمين للصندوق.‏

ساهم الخالدي في وثيقة تأسيس اتحاد الكتّاب العرب في القطر العربي السوري عام 1969 وكان أول رئيس للاتحاد الأستاذ سليمان الخش.‏

توفى ليل الأربعاء 20/12/2006 م‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية