|
دراسات مناقشة جدول الأعمال الذي قدمه الوفد الوطني، جدول الأعمال الذي تتصدر مقترحاته ثوابت الشعب السوري ومبادئه التي تشكل أرضية خصبة وصلبة للحوار والتفاوض من شأنها أن توصل إلى نتائج مثمرة تساهم في إيجاد حل سياسي. إذاً هو استهداف ممنهج جديد للحل السياسي من قبل منظومة الحرب على سورية، يهدف إلى إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، على اعتبار أن هذا الوضع يشكل بيئة صالحة للابتزاز والاستفزاز والضغط على دمشق وحلفائها، أي أن بقاء حالة الحرب قائمة من شأنه أن يوسع مساحات الاستغلال التي يبحث عنها الأميركي والتركي من أجل تحسين شروط التفاوض والحصول على أكبر قدر من المكاسب وبأقل الأثمان. الخشية والخوف من مناقشة المقترحات الوطنية التي طرحها الوفد الوطني السوري كانت واضحة وظاهرة جداً عند وفد النظام التركي، لأن مناقشة تلك الطروحات الوطنية كانت كفيلة بإظهار وفضح نواياه وآجندات وغايات تلك الأطراف وداعميهم ومشغيلهم، ولعل خشيتهم من دخول القاعة أصلاً يؤكد هذا الأمر، وبحسب ما صرح به الوفد الوطني فإن مجموعة النظام التركي رفضت مراراً الدخول إلى القاعة ومناقشة جدول الأعمال، وقد أكد الرئيس المشارك في لجنة مناقشة الدستور الدكتور أحمد الكزبري أنه لم يجر خلال الأيام الخمسة الماضية أي اجتماع في اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور وذلك بسبب عدم جدية وفد النظام التركي الذي يخشى الدخول في أي نقاش وطني يهم الشعب السوري، وأن كل المقترحات التي تقدمت بها مجموعة النظام التركي تؤكد عدم جديتها. (مجموعة أردوغان) كانت تخوض تصريحاتها ضمن بروباغندا إعلامية من دون أي أفعال على الأرض بهدف لفت الأنظار وتشتيت الانتباه عن ماهية المقترحات والمحاور المحددة والموضوعة والمعلنة مسبقاً على جدول الأعمال والتي بعمومها تمثل الركائز الأساسية الوطنية للشعب السوري، وهذا ما دفع رئيس الوفد الوطني للقول إنه من الواضح أن وفد النظام التركي خائف من الدخول في أي نقاش وطني يهم الشعب السوري لأنهم يقولون إنهم يقبلون بمناقشة الركائز ولكن ضمن عملية دستورية وهذا شرط مسبق والشروط المسبقة مرفوضة. بكل الأحوال يبدو أن ماحصل يشكل فشلاً إضافياً يضرب المسار السياسي، لكنه لن ينسفه وينهيه، فالكرة في ملعب الدولة السورية وهي صاحبة الكلمة الفصل في هذا الشأن سواء في السياسة أم في الميدان، بعد أن تملكت وامتلكت زمام المبادرة والسيطرة على الأرض، إلا أن ما حصل يندرج ضمن السياق التصعيدي لأطراف الإرهاب في ظل الفشل والإخفاق المتدحرج والمتراكم على الصعيدين الميداني والسياسي الذي أدى إلى إحباط وإجهاض كل المخططات والمشاريع الأميركية والتركية والصهيونية داخل الجغرافيا السورية. ما بعد فشل اجتماعات (جنيف) تبدو خريطة عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية غير بيدرسون صعبة ومعقدة جداً أمام انفتاح الأبواب على كل الخيارات، فيما تبقى الأنظار مسلطة على مسار (آستنة) المرتبط مباشرة بالميدان وتحوّلاته، في وقت تضرب فيه الاختلافات والصراعات والتشابكات المواقف والسياسات لأطراف الإرهاب لاسيما الطرف التركي والفرنسي والأميركي الذين يخوضون حرب تصريحات حادّة حول العملية التي قام بها نظام أردوغان في الجزيرة، وتنسيقها مع (الناتو) الذي لديه (مصالحه) هناك. يذكر أنه في هذه الجولة الجديدة من جلسات مناقشة الدستور لم تُعقد أيّ اجتماعات افتتاحية ذلك أن وفد النظام التركي كان يصرّ على فرض قوالب جاهزة، ويريد تمرير أجندات أجنبية، ويرفض جدول الأعمال، وهذا خرق واضح لمدونة السلوك المتفق عليها في الجولة الأولى، وعلى العكس فقد كانت مجموعة النظام التركي تجري المحادثات على الإعلام عوضاً عن القبول بجدول أعمال الجولة الحالية. |
|