|
مجتمع
سنوات من بدء المدرسة. وأن القراءة للأطفال الصغار في مرحلة الطفولة المبكرة، لها تأثير دائم على تطوير اللغة ومحو الأمية وتعلم مهارات القراءة وتنمية الحصيلة اللغوية. العالم بين يديك من هنا أتت حملة التشجيع على القراءة في هذا العام تحت عنوان (ضع كتابك بين يديك يأتي العالم إليك) التي تأتي ضمن المشروع الذي أطلقه المركز الإقليمي للطفولة المبكرة منذ عام 2013 وقد بينت السيدة كفاح حداد مديرة المركز : أن الأطفال الذين يٌقرأ لهم في وقت مبكر تظهر قدراتهم على الفهم اللفظي وتشكيل المفاهيم أكثر من غيرهم. وعليه ركزت الحملة على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة لتشجيعهم على القراءة وتعليمهم بأن الكتاب خير صديق ومعط للمعلومة، بعد أن أصبح التركيز في الحصول على المعارف يعتمد فقط على النت. مشيرة أن المعلومات التي تنشر على المواقع هي في أساسها كتب ومقالات، فلا بد من أن نرسخ لدى أطفالنا أهمية الكتاب، وأن ما يؤخذ عن طريق النت قد يكون سريعا ولكن عن طريق الكتاب يكون ممتعا. وأوضحت حداد أن الحملة كانت أشبه بكرنفال حفز الأطفال على القراءة من مراحل الطفولة التي تبدأ من سن الرياض والصف الأول من مدارس التعليم الأساسي وجالت في جميع المحافظات السورية من خلال الورش والأنشطة التي أقيمت في كل منها والتي تندرج ضمن أنشطة غرس ثقافة القراءة في عقول الأطفال بأسلوب علمي محبب, مؤكدة: ضرورة تعزيز قيمة الكتاب لدى الطفل في مواجهة الغزو التكنولوجي الذي يستهدف البنية الفكرية والنفسية لأطفالنا, وضرورة استمرار العمل معهم من خلال مشروع المكتبة المتنقلة, والقصة الإلكترونية الذي يشكل ركناً أساسياً ضمن مشروع المكتبة الإلكترونية. القراءة عادة في كل عام يستهدف المشروع شريحة مختلفة من الطلاب والأطفال، وتقام الأنشطة والفعاليات بطرق ووسائل مختلفة، وفي هذا العام كان التوجه للأطفال منذ سن الروضة وبشكل احتفالي قدمت فيه أنشطة قراءة القصص وكتابتها وإرسال الرسائل إلى الأهل والمربين، وقد بيت مديرة المركز : أن الحملة استمرت حوالي 15 يوما استهدفت أكثر من 3000 طفل بين تعليم الصف الأول والروضة، في المدن والقرى بهدف الوصول إلى الجميع. وتضمنت أنشطتها: توزيع القصص وتقديم فلكلور القراءة من قبل الجدة وتوجيه رسائل بأن الطفل يمكن أن يسمع القصص من أي شخص أكبر منه وليس فقط من الأهل، والتركيز على أن تكون الهدية في المناسبات هي عبارة عن قصة لكي تصبح هذه الخطوة عادة من عادتهم تتحول مع الأيام إلى سلوك دائم لدى الطفل. القضاء على صعوبات التعلم هناك الكثير من المعاناة لأن هذا الجيل لديه صعوبات في التعلم بمستوى كبير وهذا يمكن القضاء عليه عن طريق القصص. بحسب ما أوضحت معلمة الأنشطة اللاصفية في المركز الإقليمي للطفولة المبكرة ربا البارودي من خلال عملها في المكتبة وقراءة القصص للأطفال، مشيرة إلى التوجه الجديد في المشروع واستهداف الأطفال في عمر الروضة بمراحلها الثلاث والتوجه إلى الأهل عبررسائل تربوية تعرفهم بضرورة قراءة القصص للطفل لتوسيع مداركه اللغوية وليصبح لديه تحصيل وقاموس خاص به، الأمر الذي يعزيز ثقته بنفسه. وبينت البارودي أن عملية التشجيع على القراءة هدف مستمر لديهم من خلال المكتبة المتنقلة وفريق عمل مؤلف من 4 أشخاص يتابعون زيارة المدارس ومراكز الرعاية بشكل دائم والقيام بأنشطة تشجع على قراءة الكتب والقصص، ومن خلال مساعدتهم على كيفية القراءة وكيف يشاركون في تقديم المعلومات التي حصلوا عليها من القصة وتدريبهم على تبادل الأفكار. نشر ثقافة القراءة وأشارت معلمة الصف الأول ميساء شهيد إلى دور المعلمة في تشجيع الأطفال على حمل القصص وقراءتها والتعلم باستمرار من خلال قراءة كل ما يشاهدونه أمامهم، ومن خلال تحويل القصة لهدية تقدم للطفل عند حصوله على علامة مرتفعة في المذاكرات .. وتقدم له في العطل وفي نهاية الأسبوع وبعد القيام بكل سلوك جيد .. ومن ثم سؤاله فيما بعد عن محتوى القصة والعبرة التي تعرف عليها من خلالها. مشيرة أن توزيع القصص على الأطفال في المرحلة المبكرة يساهم في تمكينهم من تعلم القراءة. موجه إلى الأهل هناك الكثير من الآباء الذين يستخفون بموضوع القراءة وطقوسها أمام أطفالهم وهناك الكثير منهم لا يعرف أهمية هذه المهارة في تطوير الحافز المعرفي لدى أبنائهم .. وآخرون يرون أن الإنترنت بديلٍ كافٍ عن قراءة الكتب والقصص ووو إلخ وعليه بينت سماح السلطي من دائرة الأبحاث في مركز الطفولة المبكرة أهمية الحملة من حيث التوجه إلى الطفل بشكل مباشر وتوزيع القصص والكتب على المدارس والرياض، والتوجه إلى المربية التي تقوم بالتواصل مع الأطفال والأهل عن طريق مطويات ونشرات توعية ورسائل قام بإعدادها فريق عمل مدرب بالمركز حتى تصل عن طريق طفلهم وبهذا الحالة أصبح الطفل جسر تواصل بين المركز والأسرة. وتشجيعهم على تخصيص ركن في المنزل للقراءة وتعليم أولادهم أن القراءة كالرياضة تماما كلما قرأت أكثر اكتسب عقلك مرونة المعرفة، وتقديم كتب للأطفال عن شخصياتهم المفضلة كهدايا. مشيرة إلى أن الهدف من هذه المرحلة ليس العودة إلى الكتاب بل تشجيع الطفل لكي يمسك الكتاب بين يديه ويكون صديقا دائما له. أجواء طفولية تضمنت الحملة أنشطة التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة في العديد من المدارس ورياض الأطفال وبإشراف مدربين ومختصين وبمشاركة مربين من المدارس والرياض نفسها لتعويد الطفل على القراءة في مراحله العمرية الأولى وتهذيب السلوك وتنمية المعارف وتم توزيع مجلات فيها معلومات هامة وقيمة وكتيبات تعريفيه بالمشروع. وقد نفذ المشاركون أنشطة متنوعة تعتمد على استخدام المخيلة وإبداع الطفل والتعبير عن حاجاته, ومساعدتهم على تعلم ربط الأحداث ببعضها, وأنشطة تنمي حس الجمال والتذوق الموسيقي, ويفجر طاقاته الإبداعية ضمن مناخ تفاعلي وعفوي حيث أخذت المربيات دور الأطفال في الغناء واللعب والتمثيل, وبرع فريق التدريب في خلق جو طفولي بامتياز, تعيش من خلاله المربيات حالة الأطفال النفسية ومشاعرهم وانطباعاتهم عند تفاعلهم مع أنشطة التشجيع على القراءة. |
|