تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وترتقي العقول

رؤية
الثلاثاء3-12-2019
فاتن دعبول

في زمن أصبحت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي سيدة المشهد الاجتماعي، وصار الإنسان أسير الوجبات السريعة في كل شيء، وباتت الحاجة الملحة تقضى بكبسة زر، يطرح الكتاب نفسه بديلا قويا لإنقاذ العقل البشري من تبعاته لتلك الآلات التي

حكمت علاقاته وسلوكياته وأبعدته عن واقع هو جدير أن يعيشه بالعقل والحكمة والتفاعل المرئي بعيدا عن البيئة الافتراضية الوهمية.‏

ولاشك أن المهمة وإن كانت صعبة ولكنها ليست مستحيلة وربما الوصفة السحرية تأتي من عودة الكتاب ليحتل مكانته المرموقة كما كان في أمس ليس بالبعيد، خير الجليس وأعزه.‏

وفي مبادرتها وضمن خطتها الثقافية تطلق الهيئة العامة السورية للكتاب اليوم معرضها المتخصص الثاني لكتاب الطفل، لإيمانها أن النجاح والتفوق يبدأ من الكتاب، ولايهم إن كان ورقيا أم إلكترونيا، بل المهم توثيق عرى الصداقة بين هذا الكتاب وبين الطفل ويصبح واحدا من وسائله المعرفية الأساسية ومرجعا له في رسم خطا مستقبله.‏

وعندما تخصص هيئة الكتاب معرضا متخصصا لكتاب الطفل فهي تسلط الضوء على كتاب خاص بشريحة هامة ستحمل في القادم من الأيام راية التطوير والنماء للوطن، وليشعر الأطفال بأنهم ضمن دائرة الاهتمام والرعاية، وأن وزارة الثقافة لم تغفل دورها تجاههم بتقديم كل مافيه من فائدة معرفية وثقافية تسهم في تطوير عقولهم وتنميتها، هذا إلى جانب تعزيز القراءة وتوثيق الصلة بين الطفل والكتاب.‏

وهنا لابد أن نشير إلى دور الأهل في توعية الأبناء والأخذ بيدهم إلى بر الأمان وحمايتهم من تيارات التكنولوجيا التي على أهميتها تستخدم في الكثير من الأحيان بشكل خاطىء ولاتؤدي الدور المنوط بها، وعليه فإن المسؤولية تقع وفي الدرجة الأولى على الأهل في توجيه الطفل نحو الكتاب وأهميته وخصوصا أنه المرجع الموثوق للمعلومة.‏

وتأتي المدرسة في المرتبة الثانية في الحث على المطالعة بعد تفعيل دور المكتبة المدرسية وتخصيص حصص درسية لتداول الكتب ومناقشتها لتشكيل مخزون معرفي ولغوي لدى الطفل يكون زاده في المراحل الدراسية التالية.‏

نثمن عاليا الجهود المباركة جميعها التي تسهم في بناء الإنسان، وحقا بالقراءة ترتقي العقول.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية