تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مَزَامِيْر لِطَقْسِ الهَزِيْمَة

رسم بالكلمات
الأثنين 27/10/2008
حكمت حسن جمعة

النُّوَاسُ اسْتَقَرّْ‏

بَدَأَتْ سَاعَةُ الصِّفْرِ تُعْلِنُ دَقَّتَهَا لاَ مَفَرّْ‏

عَائِدَاً كُنْتُ مِنْ حَانَةٍ‏

لاَ نَدِيْمَ سِوَى رَجْعِ أُغْنِيَّةٍ خَافِتَةْ‏

لِنَدِيْمِي الضَّجَرْ‏

مَنْ تُرَى يَنْتَظِرْ‏

خَلْفَ بَابِيْ سِوَى رِعْشَةٍ فِيْ يَدٍ‏

تَتَحَسَّسُ مِفْتَاحَ قِفلٍ عَدِيْمِ البَكَارَةِ‏

أَوْ صُوْرَةٌ بَاهِتَةْ‏

تَتَأَمَّلُ وَجْهِي الَّذِيْ مَلأَتْهُ الحُفَرْ‏

* * *‏

أَرْتَمِيْ فِي الفِرَاشِ بِلا رَغْبَةٍ‏

بَعْدَ أَنْ أَطْمَئِنَّ عَلَى العِنْكَبُوْتِ‏

أُفَاجَأُ أَنَّ النُّوَاسَ اسْتَقَرّْ‏

ثُمَّ تَبْدَأُ سَاعَةُ صِفْرٍ جَدِيْدٍ‏

فَأُغْمِضُ عَيْنَيَّ فِيْ شِبْهِ إِغْفَاءَةٍ‏

لاَ لأَحْلُمَ‏

مَا عَادَ لِلْحُلْمِ مُتَّسَعٌ مِنْكَ يَا لَيْلُ‏

يَا لَيْلُ مَا عُدْتَ مُكْتَرِثَاً لِلنِّدَاءَاتِ مِلْءَ المَوَاوِيْلِ‏

( يَا ليْل ..يا ليْل ..)‏

أَنْتَ امْتَلَكْتَ زِمَامَ النُّجُوْمِ‏

وَخَلَّفْتَنِيْ لِلْهُمُوْمِ‏

المَصَابِيْحُ بَيْضَاءُ ... بَيْضَاءُ‏

لَكِنَّهَا لِلرُّجُوْمِ‏

إِذَا أَنا أَمْسَكْتُ حَبْلَ السَّمَاءِ لأَرْقَى مَلاكَاً‏

فَأَسْقُطُ حَيْثُ النُّوَاسُ اسْتَقَرّْ‏

النُّواسُ اسْتَقَرّْ‏

* * *‏

عِنْدَما بَدَأَتْ سَاعَةُ الحِبْرِ دَوْرَتَهَا‏

قُلْتِ لِيْ: تَعْجَبِيْنَ لِهَذِي الأَصَابِعِ‏

كَيْفَ تَبُثُّ الحَيَاةَ بِجُثْمَانِ هَذَا القَلَمْ‏

قَبْلَهَا كَانَ إِحْسَاسُنَا بِالأَلَمْ‏

الأَلَمْ‏

حِيْنَ يَنْسِلُنا خُصْلَةً .. خُصْلَةً‏

ثمُ َّيَزْرَعُنَا شَجَرَاً قَاحِلاً فِيْ شَوَاطِي العَدَمْ‏

خُصْلَةً تَتَدَلَّى كَعُنْقُوْدِ حُزْنٍ لِتُعْلِنَ أَنِّيْ هُنَا رُبَّمَا‏

فَاعِلٌ هَارِبٌ‏

وَالضَّمِيْرُ اسْتَتَرْ‏

النُّوَاسُ اسْتَقَرّْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية