|
آراء أجاب الرجل: المهنة... تلعثم.. ثم صمت , ثم حاول النطق, لكنه لم يجد له مهنة, فقال: رجل أعمال.. نظر الجالسون إليه نظرة استغراب, لأنهم لا يعرفون أنه رجل وأنه صاحب أعمال, فقدروا أن لقب رجل الأعمال عند هذا المواطن جاء بديلاً عن نصاب أو محتال أو بدل الصفتين معاً وتساءلوا:كم يوجد رجال أعمال من ماركة هذا المحتال, يسمّون فراغهم ب الرجل والأعمال!? والانسة أجابت : المهنة : صحيفة وفنانة وشاعرة و(رجلة) أعمال ومؤلفة مسلسلات ودراما وأفلام... قال الحاضرون: فعلاً هي مؤلفة أفلام, ولعلها مثل سابقها امرأة أعمال, لكن: ما هي هذه الأعمال, وهي تخطىء في المرحبا والشهيق والزفير وإملاء الصدق وصرف العهود ونحو الأهل والجيران ,وجدول الضرب والماء والكلمات الشاردة والمقيدة.. ?! وآخر سئل عن مهنته فقال: زوجته عازفة كبيرة علي أوتار العلاقات الاجتماعية, وآخر وآخر وآخرون سئلوا عن مهنتهم وأكثرهم أجاب: رجل أعمال أو مطرب أو مؤلف موسيقا وكلام أغنيات أو كاتب درامي من طراز رجل أعمال?! وآنسة أخرى سئلت عن مهنتها فصرحت: أنها صاحبة مشاريع... لكن ما هي هذه المشاريع?! وآنسات أخريات ,لله درهن, سئلن عن مهنهن, وأجبن: واحدة فنانة صاعدة, لكن الصعود غير معلوم الهدف, وثانية أخبرت الجمهور أنها شاعرة من ماركة جر فعل الحب وكسر همزة الرفع, وعطب حروف العاطفة, وتخريب المضاف والمضاف إليه... وثالثة أجابت على عجل: مهنتها في أوقات فراغها علاقات عامة, وفي أوقات امتلائها لا عمل لها سوى الثرثرة وتأليف الكذبات السامة. ورابعة أسهبت في توصيف نفسها: المهنة متعهدة حفلات ومثقفة بآلاف الكذبات, وتجيد الخبث والطعنات , وأنجبت الأولاد والبنات, والكثير من الخديعات , وتركت جميع أولادها في خضم الأسى والخيبات ...هل يعقل أن جميع المعطوبين أخلاقياً وسلوكياً وثقافياً صاروا رجال ونساء أعمال, وفنانين وفنانات وشعراء وشاعرات?! الخوف أن المجتمع صار مرغماً على أن يصدقهم... ذات عمر كان المواطنون يقولون غير خائفين: المهنة مزارع أو ناطور حب أو مربي امال أو مواطن... وكانت الآنسات يفخرن بأنهم طالبات في مدارس الحب الأساسية ,والزوجات يقلن عن أنفسهن بكل الثقة والجدارة: المهنة ربة منزل وأم أولاد ومربية نجاحات , وصانعة أسرة وأجيال... من علم الانسان هذا الهلاك والبشاعات المهلكة?! هل يعيبنا أن المهنة مواطن, وأن الآنسة مواطنة أو طالبة أو دارسة أو مربية أمل من النوع البلدي, الذي لايصاب بآفات النصب والاحتيال?! وهل يعيب الرجل أنه رجل وأنه صادق وأنه مواطن بسيط ونبيل وشجاع?! في الصباح علينا أن نعد أحلامنا وآمالنا التي نرتبها خوف أن يسرقها رجال ونساء الأعمال, أو( الفنانون والفنانات) أو المدانون أمام أي كلمة صدق. نخاف كثيراً أيها الوطن, الذي ربيت فينا مهنة الحزن النبيل ودروس الحب الابتدائية نخاف.. نخاف هؤلاء المحكومين بالخديعة والعطالة عن الحب وتربية الآمال. لايوجد زمان محدد للوطن والحب والصدق, وبعده يأتي زمان آخر مختل وطنياً وعقلياً وحبيّاً وصدقياً ..زمان الوطن مفتوح ومؤبد مثل الأحلام الإنسانية الكبيرة.. في القرى والمدن الانسان من لحم ودم وحزن وحسن وصدق وعافية علاقات واشتياقات وأمل... أما أن يصير المرء أو تصير المرأة من كذب وذم وخراب وبشاعة وتأليفات خادعة وتلفيقات هي المهنة الاستثناء واللعنة المؤكدة!!!? |
|