تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في عيد النمسا الوطني المستشار التجاري : علاقات متكاملة مع سورية وأفق واسع للتعاون

أخبار
الأثنين 27/10/2008
أمل سليمان معروف

بمناسبة العيد الوطني للنمسا و إعلان الحكومة و البرلمان النمساوي الحيادي في عام 1955 أي منذ 53 عاماً.

التقت الثورة مع الدكتور كورت مولاور المستشار التجاري النمساوي وكان الحوار التالي‏

كيف ترون تطور العلاقات الاقتصادية السورية النمساوية?‏

تتطور العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل ملحوظ في مصلحة الفريقين و لا ادل على ذلك من أن صادرات النمسا الى سورية فقد تضاعفت في النصف الاول من العام الحالي مقارنة مع العام الماضي , و اذا وضعنا المنظار على هذه الصادرات فسنجد انها تتكون من معدات للسكك الحديدية, المعدات التقنية و الكهربائية , أجهزة ميكانيكية مثل المضخات و المستحضرات الصيدلانية و الاخشاب و اخيرا و بشكل طبيعي الورق الذي يشكل موضوع تعاون فني بين البلدين .‏

ان تطور حجم التبادل التجاري و مع اعتبار سعر صرف اليورو امام الليرة السورية , يظهر ان البضائع النمساوية حازت على درجة عالية من ثقة رجال الاعمال السوريين بالرغم من سعر الصرف العالي .‏

كما تضمنت الصادرات السورية الى النمسا بشكل رئيسي النفط الخام , الكالسيوم و الفوسفات , و هذا يثبت وجود امكانية تصدير جيدة في سورية , هناك عوامل تعاون ايجابية ممتازة اخرى منها قيام بعض الشركات النمساوية بتطوير و اعادة تأهيل بعض المعامل في سورية مثل معمل اسمنت عدرا و معمل حمص لتكرير السكر . لم يقتصر التعامل مع هذه المصانع على تحسين ادائها فقط و لكن الامر امتد ليشمل استبدال بعض الالات الامر الذي يسمى نقل التكنولوجيا من اجل انتاج بعض المعدات محليا.‏

و هذا الامر يعتبر طريقا طويلا نحن عازمون على الخوض فيه مع الجانب السوري . كذلك اود ان اشير الى شركة المتين في المنطقة الصناعية في حسيا التي تتعامل بشكل رئيسي مع كبرى الشركات النمساوية حيث تنتج هذه الشركة الاكياس الاسمنتية لتعبئة الاسمنت و يتم تصديرها الى معظم الدول العربية , و هنا اشير الى مثال واضح ايضا الى مستوى التعامل الفني التقني بين الطرفين .‏

و بكل فخر استطيع ان اعلن عن اعتماد البنك المركزي السوري في التعاقد مع شركة نمساوية من اجل تصميم العملة الورقية السورية و هذه الشركة تتبع للبنك المركزي النمساوي و التي كمرجع عنها قامت بتصميم اليورو.‏

كما سيتم طباعة العملة الورقية ايضا في النمسا . و سيتم اصدار العملة في العام القادم , و نحن سعداء ان الشركة قد فازت بهذا العمل مع وجود منافسين من انكلترا , فرنسا والمانيا . هذا الامر يعكس ان لدى هيئات من الحكومة السورية ثقة كبيرة في قدرة النمساويين و كفاءتهم , وهذه اشارة جيدة الى العلاقات المتكاملة بين البلدين .‏

هل يوجد اشارة واضحة الى تطور العلاقات الاقتصادية الرسمية بين البلدين ?‏

اود ان اشير الى نتائج زيارة وزراء الزراعة , التعليم و البيئة من النمسا حيث انتقلنا الى مرحلة جديدة من توطيد العلاقات مع النظراء السوريين من خلال توقيع مذكرة تفاهم.‏

و انا شخصيا اضع امالا خاصة في تطوير التعاون في قطاع الزراعة و ذلك بعد لقائي المتميز الاسبوع الماضي مع وزير الزراعة في سورية السيد سفر و الذي اعرب عن رغبة الجانب السوري في تعميق هذ التعاون مع الجانب النمساوي الامر الذي يشمل تنمية الثروة الحيوانية و الذي تمتلك النمسا خبرات عريقة و خصوصا في مجال تربية الابقار. و لنكون اكثر دقة , تربى ابقارنا من اجل انتاج الحليب و اللحم معا , في دول اخرى تنتج الابقار إما الحليب او اللحم . هذه الخبرة سيكون لها دور هام في تحسين انتاجية مزارع الابقار الكبيرة في سورية.‏

هناك امكانيات اخرى للتعاون في البيئة وفي التعاون التقني.‏

و نحن نخطط ايضا لدعوة د راتب الشلاح رئيس اتحاد غرف التجارة على رأس وفد من رجال الاعمال السوريين الى النمسا في القريب العاجل ليتمكنوا من استعراض امكانيات التعاون , نحن نسعى لتوسيع دائرة الصادرات السورية الى النمسا لتشمل اكبر عدد من المنتجات بدلا من اقتصارها على النفط الخام و الكالسيوم و الفوسفات.‏

متى كان موعد زيارة وفد الاعمال النمساوي الى سورية?‏

كان هناك وفد تجاري نمساوي من تسع شركات رافق الوزير في شهر نيسان باختصاصات في مجال المياه والبيئة و نحن نتابع نتائج تلك الزيارة ونأمل ان نربط بيئة الاعمال ببيئة السياسة حيث علاقاتنا السياسية ممتازة.‏

ماهي برأيك اكثر المنتجات السورية التي يمكن ان تجد سوقا في النمسا?‏

على رأس القائمة الصناعات اليدوية التي تدل على الازياء العربية القديمة و التي تخلق فرص عمل هنا ايضا ,و بالنسبة للمنتجات الزراعية فإن سورية تجد اسواقا لمعظم منتجاتها في الدول المجاورة في حين تشكل المواد الغذائية المصنعة و الخام مثل زيت الزيتون و المربيات اضافة الى النسيج السوري مواد يمكن تصديرها الى النمسا . كما اعمل على اقناع رجال الاعمال السوريين بضرورة الذهاب الى النمسا لفتح ابواب و منافذ جديدة للعمل معا ونحن في المكتب التجاري النمساوي و غرفة التجارة النمساوية مستعدون لدعم هذا الاتجاه.‏

ماتأثير الازمة المالية العالمية الاخيرة على النمسا و على العلاقات السورية النمساوية?‏

لقد عدت لتوي من اجتماع ضم المستشارين التجاريين لدول الاتحاد الاوروبي و كان في الاجتماع ثلاثة ضيوف اثنان منهم مدارء مصارف ( عودة و السوري الفرنسي بيمو) وعلمت منهم ان الازمة لم تؤثر على سورية كثيرا لان سورية ليست مندمجة تماما في الاقتصاد العالمي و ليس لديها اسهم في بنك ليمان مثلا . ولكن سورية لديها مصاعب اخرى مؤثرة خارج اطار الازمة المالية مثل ازمة الجفاف , في النمسا عانينا من مشكلات في احد المصارف الكبيرة العام الماضي , و تدخلت الحكومة حينها و تغير مالكو المصرف وتم حل المسألة و اصبح الوضع آمنا الان. ولان المصارف النمساوية كان توجهها للعمل اساسا في الدول الاوروبية الاشتراكيةسابقا و التي لم تتأثر بالازمة ولان هذه المصارف تحقق نجاحا هناك و تحقق ارباحا, لذا فإن هذه المصارف لم تتأثر مباشرة بمشكلات اميركا المالية مثل سويسرا و بريطانيا و فرنسا . و يمر الوضع الان في مرحلة نقاهة بعد التدخل الهائل من الحكومات الكبرى في العالم لاعادة التوازن في القطاع المالي .‏

بالنسبة لانعكاس الازمة على علاقاتنا التجارية , لاأعتقد ان هناك اي مشكلة , انني اعمل في ثلاث دول هي لبنان والاردن و سورية و الاهتمام الاكبر من جانب الشركات النمساوية ينصب على سورية حيث الفرص افضل .و لدي ثقة كبيرة بالحكومة السورية التي انجزت اصلاحات اقتصادية واسعة المدى حيث شملت عمليات الانفتاح الاقتصادي و تحريرالبنوك و بناء البنية التحتية اضافة الى تعديل التشريعات لتطوير بيئة الاستثمار في سورية.‏

ماهي الصعوبات التي تواجهها الشركات النمساوية التي تتعامل مع السوق السورية?‏

لايخلو بلد في العالم من مصاعب تواجه التبادل التجاري و الخطوة الاولى لحل المعضلات هي في نقاشها بشكل صريح وانا اود شخصيا استمالة الشركات النمساوية للعمل في سورية و استثمار اموالها هنا , و انطلاقا من وجود سوق عربية تضم اكثر من 250 مليون نسمة حيث سورية هي بوابة العالم العربي .‏

كما تتمتع سورية بانخفاض تكلفة الانتاج مما يوفر قاعدة جيدة لاقناع الشركات النمساوية بالاستثمار.‏

هذه الدعوة يجب ان تستند إلى ارضية صلبة هي نظام القروض الامن و التشريعات الواضحة .‏

لدينا الان وضع خاص لشركة نمساوية لها نشاط تجاري في سورية حيث اصطدمت مؤخرا رغبتها مع حالة الالتباس في التشريعات الاقتصادية المعمول بها في سورية , انها شركة باكالدرين و التي تنتج محسنات الخبز وهي شركة نمساوية 100%.‏

ونحن نعمل مع الجهات السورية المعنية منذ اربعة اشهر للتوصل الى حل عادل لهذه المسألة , ونقدر عاليا ان الجانب السوري ينظر الى النمسا على انها دولة صديقة تدعم القضايا العربية العادلة و يعتمد دستورها على سياسة عدم الانحياز .‏

وانا اعرب عن كامل ثقتي في ان الحكومة السورية قادرة على حل المشكلة في اقرب وقت متاح .‏

أمنية:‏

أتمنى لسورية وللشعب السوري السلام و الازدهار الاقتصادي و الرفاه الذي يأتي نتيجة عفوية للسلام عموما . اتمنى ايضا ان يتمكن الشعب الاوروبي من التعرف على شخصية الشعب السوري و التي تمتاز بكرم الضيافة و اللطف و التسامح الامر الذي سيحفزهم على السفر الى سورية و التعرف عليها عن كثب و بالتالي ترويج القطاع السياحي في سورية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية