|
معاً على الطريق وسيذهب العالم الى التقاط الانفاس, أو ربما التعافي مما أصابه في السنوات الثماني الماضية من قروح وعلل . غير أن العلة لن تستأصل نهائيا بالنسبة إلينا , لا لأن إدارة بوش يمكن أن تتجدد عبر جون ماكين , ولا لأن باراك أوباما يمكن أن ينقلب على العرب , وهو ليس من صفهم منذ ترشح , كما انقلب بوش نفسه من قبل ... ألم يصوت معظم العرب الاميركيين لبوش باعتباره مرشحهم ? العلة باقية , وستحتاج وقتا طويلا للمعالجة والمداواة , هذا إذا أحسن علاجها ودواؤها , وهي ليست في الجسد الأميركي ولا في خيارات الأميركيين , ولا حتى في مرشحيهم إلى الرئاسة , فالجسد الأميركي, الدولة والمجتمع, يفهم كل منهما الآخر جيدا, يعرف كيف يرضيه ويرضى منه وعليه , يعرف مزاجه وميوله ويحاول استثمارهما, وأما الخيارات فيعرفها الأميركيون بدورهم جيدا, ويعرفون منْ مِن المرشحين أقرب إلى تحقيقها, وأكاد أجزم أن السلام في المنطقة العربية ليس بينها, أو ليس في المقدمة منها على أقل تقدير, بل إن خفض الضرائب بنسبة ضئيلة لا تكاد ترى أو تلمس, تتقدم أي سلام أو سياسة خارجية بالنسبة إلى الأميركيين... وقد تشكر إدارة الرئيس بوش على خير فعلته دون أن تتعمده أو تقصد فعله , وهو أنها بحماقاتها الكبرى والمدوية جعلت من السياسة الخارجية , وربما لأول مرة , واحدة من أولويات الناخب الاميركي في الانتخابات القادمة , الذي بات يدرك أن السياسة الخارجية لبلاده قد تؤثر في مستوى عيشه ورفاهه مباشرة , والازمة المالية الراهنة شاهد حي.. وأما المرشحان إلى الرئاسة , فيعرف كل منهما ميول ناخبيه واهتماماتهم , ويعرف أن أوراقه القوية هي تلك التي تستميل الناخبين من جيوبهم ومصالحهم الذاتية المباشرة , سواء اتصلت بالضرائب أو بالبطالة أو بتماسك الأسرة وقيم العائلة أو غيرها مما يدخل في صلب حياتهم اليومية, وحتى الجدل المتواصل منذ عقود حول مشروعية الإجهاض من عدمها , تتقدم أي سلام أو استقرار في أي بقعة من العالم , وضمنا سلامنا واستقرارنا في المنطقة العربية . العلة باقية , مادمنا نجلس القرفصاء نضرب اخماسا بأسداس , نتكهن أو نشعوذ أو نقرأ الفنجان ونضرب بالرمل في نجاح هذا المرشح أو ذاك , فإذا صوتنا لهذا نجح ذاك , وإذا صوتنا لذاك ونجح .. انقلب علينا كما فعل بوش . العلة باقية , مادام بعض العرب , دولا وقيادات , ينتظر ماستنتجه الماكنة الانتخابية بعد التشغيل , فلا يتدخل أصلا في صناعة الماكنة ذاتها كما تفعل اسرائيل , فيهرولون الى اعلان الطاعة والولاء للرئيس الجديد , ولكن , بعد أن يكون هو اعلن الطاعة والولاء لاسرائيل منذ كان مرشحا أو حتى قبل ذلك بكثير . العلة باقية , مادام البعض العربي المليء ماليا , لايفهم موقعا ووظيفة للامتلاء سوى في الكرش أو دونه فحسِّب!! |
|