تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمشق .. شريك جدي

حدث وتعليق
الأثنين 27/10/2008
عدنان علي

زيارة وزير الخارجية السيد وليد المعلم اليوم الى لندن تأتي بعد يومين من مباحثات المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا في دمشق وقبلها زيارة الرئيس الروماني في حين من المتوقع أن يصل المزيد من وزراء الخارجية والمسؤولين الأوربيين الى سورية خلال الفترة القريبة المقبلة.

هذا الحراك السياسي من سورية وباتجاهها, بات يتجاوز مسألة كسر السياسة الاميركية والاوروبية استتباعاً, المتعلقة بالعلاقات مع سورية وباتجاه الاقرار الفعلي بدور سورية المحوري في المنطقة بالنسبة لكل طرف دولي يسعى جديا للتعامل مع قضايا المنطقة الرئيسية وخاصة ما يتصل بالبحث عن السلام والاستقرار .‏

لقد تعرضت المنطقة مع وصول الادارة الاميركية الحالية الى السلطة مطلع هذا القرن لهجوم أميركي واسع, عسكري وسياسي ارتكز بالدرجة الأولى على استخدام القوة والترهيب وتجاهل تام للحوار ومبدأ احترام المصالح المتبادلة تحت ذرائع واهية مثل مكافحة الارهاب , وكان لسورية نصيب وافر من هذه الهجمة التي انخرطت فيها للاسف قوى اقليمية ودولية, وأوروبية تحديداً, لكن النتيجة التي آلت اليها هذه السياسية باتت واضحة للعيان اليوم, حيث انحسر تيار أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن وتطايرت رؤوس معظمهم, بينما ينشغل من بقي منهم بالسلطة في مواجهة نتائج سياساتهم الكارثية على محاوراخرى وتحديدا الازمة المالية, بانتظار تسليم دفة القيادة الى ادارة اخرى قريبا .‏

وفي هذه المرحلة الانتقالية التي تشير معطيات كثيرة الى أنه سيتلوها مرحلة مغايرة في واشنطن, يستعد الجميع وخاصة الاوروبيين لاعادة ترتيب أوراقهم في المنطقة باتجاه تصويب سياساتهم التي تأثرت سلبا بتوجهات وربما حماقات الادارة الاميركية المنصرفة. ومن هنا يأتي اهتمامهم المتجدد بدور سورية الذي يدرك الجميع أنه وحده الأكثر جدية وفاعلية في مجمل قضايا المنطقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية