تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحراك السياسي والتفاعل الاجتماعي..!

الصفحة الاولى
الأثنين 27/10/2008
علي قاسم

تضيف العلاقة السورية التركية كل يوم لبنة جديدة إلى مدماك حراكها السياسي والاجتماعي, ولم تعد العناوين وحدها القادرة - على اتساعها - على اختصار مكونات الفعل , بل أيضا أضحت التفاصيل بما تقدمه من قراءة للواقع الذي تنتجه هذه العلاقة, ضرورة لا بد من الأخذ بها.

وإذا كانت تحسب للبلدين قدرتهما على إنتاج هذا الكم النوعي من الميزات للعلاقة القائمة بين جارين يمتلكان مقومات التواصل الحضاري منذ آلاف السنين, والجوار التاريخي, وتحويل مكونات ذلك كله لمصلحة البلدين المشتركة, فإنه يحسب لهما أيضا تفعيل المكونات الاجتماعية بأبعادها المختلفة, تشابها, وتناظرا وتواصلا, لا تخفى جوانبه على أحد.‏

ولعل مؤتمر المرأة السورية والتركية الذي يعقد اليوم برعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد , وحضور السيدة أمينة أردوغان, يقدم نموذجه الفاعل على المستويات المختلفة, ليكون الصورة الموازية للفعل السياسي على جبهاته المختلفة, وانطلاقا من الأرضية التي تحكم المنهجية السياسية للبلدين الصديقين.‏

ثمة رايات خلاقة تطرحها آليات العمل المشترك, وتفسح في المجال أمام تمازج التجربة, لتقدم رؤية متكاملة لدور المرأة تتجاوز الحدود التقليدية المعتادة, وتنتصر لفعل الإرادة السياسية كمنتج فاعل من أجل الوطن أولاً وآخرا, وتساهم في بلورة منظور متفاعل للأدوار الموازية بأشكالها المختلفة.‏

ومن المنظور ذاته, يكون الحدث بكل مفاعيله الصورة الأخرى للدور الاجتماعي, ولمسيرة تطرح نفسها كواقع من الريادية الفعلية على مستويات عديدة, ولم تكن المرأة خارجها أبدا, بل جاء حضورها الواقعي في مستويات العمل المختلفة الإطار القانوني الناظم, بحيث يملي حضوره دون الحاجة لمن يفرضه, بحكم الواقع.‏

لا شك في أن ثمة مكتسبات حقيقية من الأهمية بمكان إلقاء الضوء عليها, والتعريف بمكنوناتها والعمل على طرحها للنقاش العام, بحيث تكون واحدة من عوامل تفعيل الأدوار الاجتماعية للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وللمنظمات الأهلية, وهو ما يضفي على التفاعل بين التجربتين السورية والتركية أبعادا خلاقة لا يمكن تجاهلها, وهي تقدم رسالتها من أجل فعل وطني يرتقي بمضمونه وأهميته إلى مستوى الاهتمام الذي يحظى به.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية