|
الافتتاحية سورية بطبعها المسالم ورغبتها الأكيدة في استقرار وأمان المنطقة التي رسمتها , منهج عمل سياسي ديبلوماسي دؤوب, تواجه خصوماً ربما بسبب تناقض الطباع. إسرائيل والادارة الأميركية ممثلان للاحتلال والعدوان والتوسع والغطرسة وجنون العظمة... والإرهاب ممثل لوحدانية الرأي وعمى الرؤية.. وأدوات لهذا وذاك في المنطقة لا يستطيعون أن يتجاوزوا كونهم مجرد أدوات. تأتي الأحداث مفاجئة بوقوعها لكنها ليست مفاجئة بمنطقها نظراً لمعرفتنا بطباع مرتكبها وعدوانيته المستمرة... لا الإرهاب فاجأنا , وحربنا معه مفتوحة دائماً, لأننا نرفض منطقه وطريقته وطبعه, ولا إسرائيل تفاجئنا لأننا نتوقع منها دائماً ماهو أسوأ .. فهي المعتدي المحتل الذي لابد من ردع عدوانه وإنهاء احتلاله, ولا الإدارة الاميركية باسلوبها (الساخر) في ادارة الحروب والمعارك يفاجئنا منطقها رغم غرابته ورغم استهجان كل ذي عقل لأسلوبها وطريقتها. هذه هي أميركا... هذه هي إسرائيل... هذا هو الإرهاب وهذا نحن... سورية الصابرة الصامدة الرافضة لطباعهم العدوانية... سورية دولة عربية عضوة في جامعة الدول العربية ورئيس القمة العربية.. محاطة بشقيقاتها العربيات من مختلف الاتجاهات ... وتقيم علاقات جوار متميزة مع الجارة غير العربية تركيا... فهل يفرض المنطق العربي وميثاق الجامعة العربية على الدول الشقيقة إعطاء سورية فرصة إبقاء عيونها مفتوحة على الأرض المحتلة من قبل الصهاينة وعدم مشاغلتها من مواقع أخرى..?! هل هذا ما يفرضه منطق العروبة وميثاق الجامعة, أم إن القوى المحتلة والغاصبة تجد في سلوك وصمت الدول العربية رضىً معلناً سيشجعها على ماهو أكثر. لقد تشجعت سورية وشجعت غيرها لإقامة علاقات متوازنة مع العراق خدمة لمصالح العراق ومصالحها... وأبكرت في إقامة سفارة وإرسال سفير.. فهل أقل من أن نطمح ألا تترك الحكومة العراقية أراضي القطر الشقيق مصدراً للعدوان عليها?! أما الادارة الاميركية مشعلة الحرائق في العالم كله.. في دوله .. في صحة شعوبه.. في أمواله وخزائنه.. فقد ملّت الدنيا منها.. وآن الأوان لرحيلها, كي تترك فرصة للشعب الأميركي يستطيع من خلالها أن يستعيض حباً عمّا كرسته له من كراهية غير مبررة في العالم. المواطن السوري قيمة كبيرة وعظيمة.. ولن نتوانى في كل وقت عن عمل كل ما يلزم لحمايته وأمنه وسلامته. |
|