|
شؤون سياسية ويحاول هذا التحالف الإرهابي الدولي بزعامة أمريكا أن يكثف المعركة التي يشنّها على بلدنا منذ أكثر من ثلاث سنوات حتى يتوصل إلى التأثير النفسي، والمعنوي الذي يعتقد فيه بملامح استبقاء لزمر الإرهابية لزمن أطول حتى لا تعود قطعان الإرهاب التي أدخلها إلى وطننا إليه ويبتلع الحوت صاحبه. وعلى الرغم من خطورة التحالف الإرهابي الدولي علينا وما فعله حتى الآن من تدمير للبنى التحتية في مدننا، وقرانا الآمنة بقيت الصيغة السورية لغزاً على الحلف الصهيوأمريكي لم يستطع أن يحل رموزه، وقيمةً مضافة لم يستطع أن يخترقها. فالسوريةُ يتضّحُ للعالم أنها مهما تواترتْ أشكال الحرب العدوانية عليها ترتفع بعقدها الاجتماعي، والثقافي التاريخي إلى مستوى من التلاحم, والتراص, والتعاضد الوطني يدهش الأعداء, ويدهش كلّ من يفكر معهم من مراكز البحث، أو غرف العمليات القذرة. والجدير بالاعتزاز هو أن جماهيرنا رغم المحاولات التي زعموا أنها تزحزح العقل مهما كان تماسكه المعرفي, والثقافي استطاعت أن تكشف النيات العدوانية عليها واحتسبت منذ اللحظة الأولى لشن الحرب الكونية الإرهابية عليها بأن استهداف وحدة الوجود، ووحدة التراب, ووحدة الشعب هو القادم الآتي مع المؤامرة المخطط لها في أعتى مراكز القرار الدولي لقوى الاستكبار العالمي، والجيوش التي أدخلوها إلى بلدنا لم تكن مهمتها سوى قتلنا جميعاً وتهجيرنا بحجج واهية، وإقامة دول صغيرة كانتونية لكل مجموعة مسلحة إرهابية وهابية حتى تضيع من الخارطة العربية سورية الكيان الواحد, والشعب العظيم. وفي هذا السياق صار العقل السوري يدير معركته ضد أعدائه بإرادة وطنية, وبوسائل من استعادة التوازن, والعقلانية في الوصول إلى حسمٍ في المناطق الساخنة عن طريق مساعدة الجيش والقوى الشعبية المساندة له, أو عن طريق المصالحات الوطنية التي يقوم بها أبناء الوطن بجهود تؤكد على المشترك الدائم, والتاريخي في الحياة الوطنية لسورية. ونستطيع هنا أن نعطي أمثلة من بلدان عربية ، وإسلامية, ومن بلدان أخرى في قارات العالم الحاضر كيف تمزقت الأنسجة الاجتماعية الوطنية فيها حينما اشتعلت بعوامل داخلية، أو خارجية الأزمات داخلها.. وكم عانت هذه الدول من انفراط العقد الاجتماعي والثقافي، ووقفت على حواف الحرب الأهلية، ثم لتبدأ معركة الكل ضد الكل، والعدو المخطط لهذه المعركة يحقق النصر على هذه البلدان تلو النصر. أما في سورية فالوطنية نسيج مشترك عند السوريين، ولم يكن محتاجاً العقد الاجتماعي والثقافي السوري إلى أي مراجعة خاصةً حينما عزَفَتْ أبواق المؤامرة على التقسيم الديني الطائفي حيث تحول السوريون إلى دين واحد، وطائفة واحدة. وحينما عزفتْ أبواق المؤامرة على وتر التقسيم الاجتماعي صار السوريون قبيلة واحدة، وحين عزفوا على التقسيم السياسي تصاعدت مطامح الجبهوية السياسية الداعمة للدولة والشعب والجيش في مشروع وطني واحد قوامه لا لكل أشكال التدخل الخارجي في بلدنا، والشرعية السورية ترتفع إلى مستوى الحرص على السيادة والاستقلال لهذا الوطن الغالي. وهنا أصبحت قضية الانتخابات الرئاسية ليس بأن نختار رئيساً وحسب، بل كيف نحمي الوطن وننصره في معركته الواحدة ضد الحلف المعادي الإرهابي ثم كيف تبرز السورية لغةً مشتركةً تؤكد بأنها صاحبة القرار المصيري في تحديد أشكال نظامها السياسي، ومَنْ يقودها فيه. وأخيراً حينما تجد جماهيرنا أن أعداءنا من الحلف غير المقدس لا يريدون الانتخابات الرئاسية لاعتباراتٍ لا تقع في صلب المصالح العليا لها وخاصةً لكي لا يتم التجديد للرئيس الذي قادها عبر معركة الكون المعادي عليها، فالقضية بالنسبة لهذه الجماهير الوطنية تصبح- في كل أطرها – معركة التمسك بالوطن الموحد, والنسيج السوري الحضاري, والإدارة الحكيمة التي صمدتْ بوجه أعتى حلفٍ إرهابي للاستكبار الدولي المجرم وهاهي تنتصر في الميدان، وعلى كل صعيد وطني يمسُّ حياة الناس. وهنا ارتبط الوطن والتاريخ بحركة من استطاع أن يبقيهما أقوياء في مواجهة أكثر من مائة دولة من دول الحلف الأمروصهيوني وينتصرون عليه... ولذلك تأخذ الصيغة السورية قوتها اليوم المتجددة من أن وطننا يخوض استحقاق الرئاسة بهذه التعددية الديمقراطية المعتبرة, ويشهد المزيد من التآمر عليه حتى يضطر الحلف المعادي إلى نَسْفِ الحق المعروف بالقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان ليمنع الجاليات السورية في الخارج من التصويت على اختيار رئيس لوطنها... نعم إن مثل هذا السلوك الديكتاتوري المفضوح هو الذي يجعل السوريين على حماسٍ دائم في الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وتقرير مصير النظام السياسي بإرادتهم الوطنية, واختيار رئيسهم الذي ما زال بينهم يحقق معهم النصر تلو النصر، مع احترام السوريين لكلّ مَنْ تقدّم بترشيحه للرئاسة، وتقديره كابنِ وطنٍ بارْ. |
|