إشكال والتباس انطباعي
رؤيـة السبت 10-5-2014 أديب مخزوم
الملخص: ثمة إشكالية أساسية تظهربشكل دائم, في كتابات الصحفيين والمترجمين العرب،في سياق الحديث عن الاتجاه الانطباعي في الرسم الحديث ، اذ غالباً مايظهر الالتباس الكبير والخلط العشوائي وعدم التمييز بين كلود مونيه زعيم ومؤسس المدرسة الانطباعية وبين ادوار مانيه ، أحد زعماء الاتجاه الانطباعي ،حتى ان بعض الكتابات تتعامل معهما وكأنهما شخصية فنية واحدة . ورغم حدة التداخل والالتباس التي تحصل بينهما،في كتابات واحاديث البعض، يستطيع المراقب المختص بسهولة، فرز دور كل منهما في انطلاقة الاتجاه الانطباعي، والاشارة إلى خطورة هذه الأقوال والكتابات . لقد كان كلود مونيه أهم فنان انطباعي في العالم اجمع ، حيث قلب بطريقة لا تقبل الجدل، كل مفاهيم الرسم الواقعي ،الذي ساد اوروبا في مرحلة ما بعد سلسلة تجارب رائد الاتجاه الواقعي كوربيه، في حين لم يكن ادوار مانيه اكثر من تابع له، ولقد اقيم اكثر من معرض عالمي لإيجاد مفارقة بين انطباعية مونيه وانطباعية مانيه, ولا شك بان الأخير كان احد أبرز وأقوى المساهمين ، في بلورة الاتجاه او التيار الانطباعي . هكذا شكلت تجارب كلود مونيه، التي وضحها في بيانه التشكيلي (قانون التباين اللحظي) المنطلق الاساسي لقدوم مؤشرات اللمسة اللونية العفوية ،وقدوم الرؤية الانطباعية ، حيث اطلق في بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشرالشرارات الاولى لظهور ما يسمى بالانطباعية الفرنسية, من خلال تنويعات اعماله التي عكست احاسيس الارتباط بالالوان وانوار الطبيعة المتبدلة والمتغيرة في ساعات النهارعبر تأكيدات اللمسات اللونية الغنائية المليئة بالنور والضوء والاشراق وحالات الدفء والرطوبة، في حين كان ادوار مانيه ورفاقه من اتباع هذه النزعة . حتى ان المدرسة الانطباعية اخذت اسمها من لوحة كلود مونيه (انطباع شروق الشمس) حين لفتت نظر الناقد المعادي للحركة «لويس ليروا» صاحب جريدة «شاريفاري» فأسماهم بالانطباعيين .
|