تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إن الأدب كان مسؤولاً

قول على قول..
السبت 10-5-2014
ديب علي حسن

رحم الله الاديب والمفكر جلال فاروق الشريف صاحب هذا الكتاب الهام الذي اثار حراكا هاما حين صدوره ومن ثم انكفا الامر وغاضت المياه العذبة مع جيل من المتادبين وادعياء الكلمة والحرف واللون والجملة ووو

وما في القائمة من الوان الابداع غاض ذلك كله لانهم خرجوا من معامل البلاستيك وفقاسة الوهم بانهم مبدعون واذا بهم وغيرهم كثيرون يغوصون في وحل ما سمي الادب للادب والابداع للابداع وغير ذلك من مصطلحات كانت الغاية منها ان ينحرف الاديب عن معاناة امته وقومه وشعبه وان يبتعد عن كل ما هو اصيل ليؤسس ذلك لجيل من الخواء الذي لا يعرف معنى ثلاثة احرف مجتمعة او متفرقة ونحن اليوم وفي كل الدول التي سارت في هذا الركب نرى ونلمس نتائج ماآلت اليه عملية الضليل وصناعة او تصنيع او تركيب اجيال بلا معنى لانها بلا هدف اجيال كتابها بلا امل وبلا معنى بلا غاية الا الظهور البراق على الشاشات فكيف ستكون هي ؟‏

ان الادب كان مسؤولا نعم الادب بمعناه الشامل الواسع الكبير بمعناه انه ثقافة وعلم ومعرفة وجمال وتواصل مسؤول ومهنة الاديب هي الاكثر نبلا ورقيا وهي الاكثر قدرة على التفاعل والعمل والتوجيه ولا ناتي بجديد اذا قلنا ان تاثير الكثير من الادباء والمبدعين عبر التاريخ وفي بلدان العالم كله كان ومازال كبيرا فمن لايقف عند ما فعله المعري والمتنبي وابو فراس الحمداني وفي الغرب شكسبير وغوته وفولتير واراغون وغوركي وغيرهم من الادباء وهل نذكر بماركيز ولوركا ؟‏

ترى ما الذي تغير اليوم عندنا ولماذا نرى ادبا بلا طعم ولا لون ولماذا نجد تغريبا في عالم لا معنى له ولا يهمنا ابدا وهل لنا ان نسال هؤلاء المغربين والمشرقين هل تجدون ذلك في الادب الغربي وهل ترونه منجرفا هكذا في بحر اللا معنى ذات يوم قال احد المفكرين العرب ان تاثير الغرب على المفكرين العرب كبير حتى انك تجد صدى لكل بحة صوت تصدر في الغرب تجد صداها عندنا وترى من يدعون الابداع غائصين في وحل الغرب والاتجاهات التي يصدرها الينا عن قصد ودراية وهم يتساقطون الان واحد تلو الاخر وكنا نظن انهم حقا مفكرون ومبدعون الم يكن محقا ادوارد سعيد حين تحدث عن الالهة التي تفشل دائما ويبقى السؤال اما حان يتعرى هؤلاء من كل ادرانهم ومن كل شيء يستر عريهم ونحن من سترهم وصنعهم؟‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية