|
صفحة أولى لتمتزج فرحة النصر بدحر الإرهاب مع الحزن لما خلفته يد الاجرام من تخريب ودمار في هذه المدينة التي ستعود أجمل مما كانت كما يقولون. كما تجمع عدد من سكان احياء حمص القديمة في كنيسة ام الزنار حيث تشابكت ايديهم وأطلقت حناجرهم الاغاني الوطنية التي عبروا فيها عن تمسكهم بأرضهم وترابها وشوقهم الكبير لهذا المكان الذي تربوا وعاشوا فيه.
وأكد الاهالي الذين عادوا لتفقد منازلهم ومحالهم وما خلفته يد الاجرام فيها أنهم سيعيدون بناء ما دمر لتكون مدينتهم كما المدن السورية شاهدة على معنى الحب للوطن والاخلاص له. واشارت جولييت رحال من سكان حي الحميدية إلى ان ما دمرته يد الاجرام في منزلها سيبنى من جديد وسوف يعود جميع اهالي الحي اليه ليكونوا يدا واحدة ويعيدوا للحي القه وماضيه الحافل بالحب والفرح والتمازج بين جميع الاطياف.
وقالت غادة اخرس من اهالي الحي ذاته ان فرحها بالعودة إلى منزلها لا يمكن ان يوصف وانها ستبقى فيه منذ اليوم رغم الدمار الكبير الذي لحق به وستبدأ باصلاحه وترميمه من جديد داعية جميع ابناء الحي للعودة إلى بيوتهم ودب الحياة فيها من جديد. أما الطفلة هيا الرفاعي فبعد ان دخلت إلى منزلها التي هجرت منه منذ عامين وأكثر عبرت بكلمات بريئة عن سعادتها بالعودة إلى المنزل الذي تحبه وشكرت الجيش العربي السوري الذي اعاد الامن والاستقرار إلى المدينة وقالت ان الإرهابيين الذين دخلوا إلى منزلها خربوا العابها ولم يتركوا فيه شيئا الا ودمروه.
من جهته اعرب مروان باخس صاحب احد المحلات التجارية عن اسفه لما لحق بمحله من خراب وسرقة من قبل المجموعات الإرهابية وقال انه سيعمل منذ اليوم على اعادة تأهيل واصلاح ما دمر مؤكدا ان صمود الوطن وكرامته يتطلب التضحية من جميع ابنائه والوقوف صفا واحدا لتجاوز الاثار السلبية التي خلفتها الازمة. وقال محافظ حمص طلال البرازي ان المدينة القديمة اليوم اصبحت خالية تماما من المسلحين مبينا ان عمليات تأهيل وتنظيف الشوارع بدأت منذ خروج اخر دفعة من المسلحين حتى يتسنى للاهالي العودة إلى منازلهم.
وتفقد البرازي دير الاباء اليسوعيين وهو المكان الذي استشهد فيه الاب فرانس فاندرلخت ودفن فيه وكنيسة ام الزنار وعددا من المحلات والازقة وما الحقته بها المجموعات الإرهابية من دمار وتخريب. واشار المحافظ إلى ان الانظار تتوجه الان إلى حي الوعر لايجاد حل مناسب له بأقرب وقت ممكن وتهيئة الظروف الملائمة لعودته إلى حضن الوطن بحيث تصبح مدينة حمص خالية من المسلحين وتعود اليها الحياة الطبيعة من جديد. وفي تصريح لمراسلة سانا ومن قلب كنيسة ام الزنار قال الاب بطرس قسيس قائم مقام مطرانية حمص وحماة للسريان الارثوذكس ان اليوم وبعد اكثر من عامين عدنا من جديد إلى بيوتنا والى كنائسنا الامنة التي تربينا وعشنا فيها لافتا إلى ان حجم الدمار الذي لحق بكنيسة ام الزنار فاجأ الجميع مشبها اياه بالدمار الذي خلفه المغول والتتار حين دخلوا إلى بغداد.
وأضاف ان كنيسة ام الزنار كانت مكانا يجمع المسلمين والمسيحيين من كل اطياف الشعب السوري خاصة في مهرجان السيدة والصلوات وظن الإرهابيون انهم سيحرقون الالفة والمحبة بين قلوب ابناء الشعب الواحد مؤكدا انهم فشلوا في مخططاتهم فسورية بلد الجميع وسنعود من جديد لنحيا في هذا الحي وفي كل سورية متحابين ومتالفين وان هؤلاء الإرهابيين لا يمتون بصلة للاسلام ولا للجنس البشري. بدوره اكد الاب زهري خزعل كاهن كنيسة ام الزنار ان الدماء الطاهرة التي سقطت على هذه الارض ستنبت خيرا وعطاء لتعود سورية كما كانت ارض سلام ومحبة بسواعد الجيش العربي السوري الذي يقدم الغالي والنفيس. واوضح ان ما خرب في كنيسة ام الزنار وفي حمص القديمة سيعمر من جديد لان الشعب السوري شعب حضاري ومتمسك بأرضه منذ القدم واكبر دليل على ذلك هو تدفق الاهالي اليوم في هذا المشهد الرائع وعودتهم إلى بيوتهم واحيائهم بعد غياب دام اكثر من سنتين لان كل حجرة من حجار حمص القديمة تعني الكثير لاهلها. من جهته اشار الشيخ عصام المصري مدير اوقاف حمص إلى ان الحزن يعتصر قلوب الجميع لما رأوه من تدمير ووحشية لان الإرهاب والفكر الظلامي التكفيري لم يأت الا بالدمار والاذى لسورية. واكد وحيد يزبك عضو مجلس محافظة حمص ان ورش الصيانة والاصلاح دخلت بشكل فوري إلى المدينة القديمة وهي تتابع عملها حاليا لاعادة تأهيل البنى التحتية لافتا إلى ان المؤسسات الحيوية الموجودة في المنطقة ستعود من جديد بعد تأهيلها وقطاعات الدولة ستعمل بفترة قياسية لتحقيق هذا الهدف. |
|