|
نافذة على حدث وحل ضيفاً ثقيل الظل على قضيتهم ومأساتهم، لينجز اتفاقاً فضفاضاً على بدء مفاوضات جديدة محسومة سلفاً بين السلطة الضحية والاحتلال الجلاد برعاية واشنطن الحليف الأكبر للجلاد نفسه..! لا شك أن كيري اختار التوقيت الأنسب على روزنامة صديقه نتنياهو لتمرين عضلاته الضامرة على كيفية تصفية القضية الفلسطينية، مستفيداً من حالة الانقسام والتشرذم والعزلة التي يعيشها أصحاب القضية أنفسهم بعد أن استبدل بعضهم بندقية المقاومة بدراهم المشيخات الخليجية ورضا الأخوان المسلمين في مصر، ومستغلاً حالة الانشغال التي تعيشها كل من سورية ومصر جراء أزمتيهما المستعرتين وصراعهما مع الفكر الظلامي التكفيري الإرهابي، ومن أخبث من الأميركيين في استغلال الفرص وانتهاز المناسبات..!! يحاول كيري بأوهامه الجديدة أن يعوض إسرائيل عن إخفاقاتها السابقة في تمرير مشروع التسوية على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة، والتغطية على أطماعها الاستيطانية في الضفة الغربية ومحاولاتها المستمرة لتهويد القدس المحتلة والاستيلاء على المسجد الأقصى وسرقة أراضي الفلسطينيين في النقب، ولكن كيري وإدارته لا يريان أبعد من أنفيهما، لأن أي مفاوضات أو اتفاق لا يعيد للفلسطينيين حقوقهم سيكون مصيره الفشل والعودة إلى المربع الأول، وليسأل كيري نفسه كم مرة حاول أسلافه وفشلوا لأنهم لم يحملوا في حقائبهم سوى الوعود الفارغة..! فمنذ اتفاق أوسلو قبل 23 عاما وحتى اليوم وملف السلام والتسوية يراوح مكانه لأنه يدار بنفس الطريقة ونفس الأسلوب، فلا الصهاينة تنازلوا عن مراوغتهم وتعنتهم واحتلالهم وعدوانهم، ولا الأميركيين تخلوا عن مكرهم وخبثهم وانحيازهم الأعمى لإسرائيل، فهل ثمة شك بأن الفلسطينيين يمكن أن يتنازلوا عن حقوقهم وأرضهم ومقدساتهم ومقاومتهم، وينجرفوا نحو أوهام التسوية التي يحملها كيري..سؤال برسم الأيام القادمة وغن غداً لناظره قريب..؟! |
|